الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 25 يوليو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
راحاب.. إيمانها وأعمالها
هُوَذَا نَحْنُ نَأْتِي إِلَى الأَرْضِ, فَارْبِطِي هَذَا الْحَبْلَ مِنْ خُيُوطِ الْقِرْمِزِ فِي الْكُوَّةِ الَّتِي أَنْزَلْتِنَا مِنْهَا ( يشوع 2: 18 )
الحَبْل من خيوط القرمز يرمز إلى موت المسيح. وفي هذا الحَبْل ما يكفي كعلامة الأمان والسلام. وكما كان دم خروف الفصح المرشوش على القائمتين والعتبة العُليا ضمانًا تامًا وحائلاً مانعًا من ضربة الملاك المُهلك، هكذا الحبل القرمزي المربوط في كوة بيت راحاب، كان ضمانًا تامًا لحفظ البيت وكل مَن فيه رغمًا عن سقوط سور المدينة بالذات القائم عليه البيت عند سماع صوت بوق الرب.

وهناك نقطة مهمة؛ فالجاسوسان هما شاهدان حيَّان وهما الضمانة على أن الموت (المُشار إليه بالحبل القرمزي) فيه حماية وصيانة راحاب. وهكذا الحال معنا تمامًا فالمسيح هو الشاهد الحي أمام الله عن عمل الفداء الكامل بدمه الذي سفكه لأجلنا فوق الصليب «وليس بدم تيوس وعُجول، بل بدم نفسهِ، دخلَ مرةً واحدة إلى الأقداس، فوجدَ فداءً أبديًا» ( عب 9: 12 ).

وحقًا ما أجمل إيمان راحاب! فهي لم تنتظر كما أشار عليها الجاسوسان حتى يأتي شعب الله إلى الأرض لتربط الحبل من خيوط القرمز في الكوة، بل أسرعت عقب أن أنزلتهما من الكوة فوضعت الحبل القرمزي في الكوة لتُعلن بذلك إيمانها، وتشهد بما آمنت به. لم تتوانَ ولم تتردد في إيمانها الذي كان ينادي بصوتٍ عالٍ مُعلنًا من نافذة بيتها شخص المسيح وفاعلية عمله القادر أن يُخلِّص أول الخطاة وأشقاهم.

وأخيرًا نلاحظ أن راحاب لم تكن فقط مثالاً حيًا للإيمان، ولكنها تُعتبر كذلك مثالاً حيًا للأعمال «كذلك راحاب الزانية أيضًا، أمَا تبررت بالأعمال، إذ قبلت الرسل وأخرجتهم في طريقٍ آخر؟» ( يع 2: 25 ). فالأعمال لا بد وأن تتلو الإيمان. وكما أنه يوجد شيء يصح أن يُطلق عليه اسم أعمال ميتة لأنها ليست ثمر الإيمان، هكذا يوجد إيمان ميت بسبب كونه لا يُثمر أعمالاً صالحة. ولكن أعمال راحاب لم تكن سوى ثمر الإيمان. والحكمة الإنسانية تَدين أمثال إبراهيم الذي قدم ابنه ذبيحة، وراحاب التي خانت وطنها، ومريم التي كسرت قارورة الطيب كثير الثمن فحُسِبَ عملها إتلافًا لكل ثروتها. وهؤلاء وأمثالهم مِمَّن ينسجون على منوالهم قد نالهم توبيخ من العالم، ولكن الشيء الوحيد الذي جعل الله يُصادق على أعمالهم هذه هو الإيمان الذي كان بمثابة الباعث لهم على القيام بهذه الأعمال. الإيمان الذي يضحي بكل شيء في سبيل إرضاء الرب والذي يُسلِّم في كل شيء من أجل شعب الرب.

روسييه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net