الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 29 يوليو 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أَتْبَعُكَ أم اتبَعنِي؟
لَيْسَ أَحَدٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى الْمِحْرَاثِ وَيَنْظُرُ إِلَى الْوَرَاءِ يَصْلُحُ لِمَلَكُوتِ اللهِ ( لوقا 9: 62 )
يُخبرنا الوحي الإلهي في لوقا 9: 57-62 عن ثلاثة أشخاص، اثنان قالا للرب: ”أتبعك“، أما الثالث فالرب قال لهُ: ”اتبعني“. ويوجد فرق كبير بين الكلمتين، فكلمة ”أتبعك“ تُعبِّر عن الرغبة الشخصية وما يكمن وراءها، أما كلمة ”اتبعني“ فتُعبِّر عن الدعوة الخاصة من الرب.

الشخص الأول: «وفيما هم سائرون في الطريق قال له واحد: يا سيد، أتبعُكَ أينما تمضي» ( لو 9: 57 ). هذا الشخص كان من جماعة الكتَبة فمَتَّى يقول عنه: «فتقدَّم كاتِبٌ» ( مت 8: 19 ). لقد عبَّر عن رغبته الشخصية في تبعية الرب، لكن الرب كشف لنا ما يكمن وراء هذه الرغبة، وكان رد الرب عليه «للثعالب أوجرة، ولطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان فليس له أين يسند رأسَهُ» ( لو 9: 58 ). لقد كان يريد خدمة المسيح لأجل الراحة، فكان رد الرب القاطع: ”من يريد أن يخدمني ليس له أن يفكر في راحة نفسهُ، فإن للثعالب أوجرة تجد راحتها فيها من حين إلى آخر، وهكذا الطيور لها أوكارها، ولكني أنا ليس لي مكان أسند فيه رأسي، وهكذا مَن يريد أن يتبعني“.

الشخص الثاني: «وقال لآخر: اتبعني. فقال: يا سيد، ائذن لي أن أمضي أولاً وأدفن أبي» ( لو 9: 59 ). هذا الشخص مدعو من الرب لخدمتهُ، وطالما دعاهُ الرب لا بد أن تنجح خدمتهُ. والرب يُؤهلهُ للقيام بالخدمة المدعو إليها، وهذه هي الطريقة المعتادة، أنه يدعو الآنية للقيام بالخدمة، وليست هي التي تخرج من تلقاء نفسها. ومثلما فعل كثيرون فعل هذا الشخص، مُقدمًا الأعذار وناظرًا إلى الصعاب: «يا سيد، أئذن لي أن أمضي أولاً وأدفن أبي». ولكن الرب قال لهُ: «دَع الموتى يدفنون موتاهم، وأما أنت فاذهب ونادِ بملكوت الله» ( لو 9: 60 )؛ أي لا تنشغل بأمور في استطاعة الآخرين أن يقوموا بها، وتمّم الهدف الذي دعوتك من أجله.

الشخص الثالث: «وقال آخر أيضًا: أتبعك يا سيد، ولكن ائذن لي أولاً أن أُودِّع الذين في بيتي» ( لو 9: 61 ) لقد عبَّر هذا الشخص أيضًا عن رغبتهُ في تبعية الرب، ولكنهُ يريد نفسهُ أولاً «ولكن ائذن لي أولاً»؛ فنفسهُ وروابطه الأسرية لهما تأثير قوي عليه، وهذا وذاك لا يصلح ( مت 10: 37 ، 38). فهو ينشغل أكثر بنفسه والآخرين، فكان رد الرب عليه «ليس أحد يضع يده على المِحراث وينظر إلى الوراء يصلُح لملكوت الله» ( لو 9: 62 ).

منسى ملاك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net