الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 16 أغسطس 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التأديب والتدريب
كَمَا يُحَرِّكُ النَّسْرُ عُشَّهُ وَعَلى فِرَاخِهِ يَرِفُّ، وَيَبْسُطُ جَنَاحَيْهِ .. وَيَحْمِلُهَا ..، هَكَذَا الرَّبُّ وَحْدَهُ اقْتَادَه ( تثنية 32: 11 ، 12)
يا له من تصرف عجيب يفعله النسر مع فراخه! فعندما يلاحظ أن فراخه قد كبرت ويمكنها الطيران والاعتماد على نفسها، يُحطم عشه فتتناثر فراخه في الهواء، ولأنَّها لأول مرة تستخدم جناحيها في الطيران، فإنها تحركها بطريقة عشوائية غير منتظمة محاولة بكل ما لديها من قوة وإمكانية أن تحفظ نفسها مُحلِّقة في الهواء، لكن لصغر حجمها ولقلة خبرتها في الطيران، ما تلبث أن تفقد توازنها وتبتدئ تهوي من هذا الارتفاع الشاهق إلى أسفل. وفي اللحظة الحاسمة، يتحرَّك النسر بكل سرعة وقوة ليتلقَّى فراخه على جناحيه القويتين، ثم يرتفع بهم مرة أخرى إلى أعلى ويلقيهم في الهواء، ليعود يتلَّقاهم على جناحيه، ويُكرِّر ذلك مرة بعد أخرى إلى أن تتعلَّم فراخه الطيران دون رهبة أو خوف بل بثبات واتزان.

وهذا ما يفعله أيضًا الرب معنا الآن، فهناك أمور ودروس لا يمكن أن نتعلَّمها إلاَّ عندما يُجيزنا الرب في تجارب أو آلام أو ظروف صعبة، قد تكون غير مُحبَّبة لنفوسنا. لكنَّها السبيل الوحيد للرقي والسمو الروحي.

فمَن يستطيع أن يقنع فراخ النسر الصغيرة أن تترك عشها الدافئ المريح، وتغامر لتطير في أماكن لا تعرفها؟ ولماذا تتعب وتجهد نفسها وهي تعيش في راحة وهدوء بال؟ ولماذا تتعب في البحث عن الطعام والشراب، وها هي تحصل على ما تحتاج إليه بكل سهولة ويُسر وهي في مكانها هذا الهادئ والجميل؟!

لكن أ يمكنها أن تتعرَّف على روعة ما حولها من جمال وبهاء إنْ لم تترك مكانها وتحلِّق في أجواء السماء العالية؟ أ يمكنها أن تصبح نسورًا بكل معنى الكلمة دون أن تتخلَّص من كسلها واسترخائها وخمولها؟

من أجل ذلك يُجيزنا الرب من حين إلى آخر في معاملات قد تبدو لنا قاسية وصعبة، وقد نحتار كثيرًا ونحن نحاول فهم ما يحدث معنا، لكن علينا أن نتعلَّم ونستفيد من كل ما يجيزنا فيه وصوته يملأ آذاننا: «أعلِّمك وأُرشدك الطريق التي تسلكها. أنصحك. عيني عليك» ( مز 32: 8 ).

صالح إنتَ ومُحسنْ صالح بطولْ العمرْ
وفي سترك إنتَ نسكنْ مهما السنين بتمرّ
مهما الظروف تعاندْ وإن مرِّت الأزماتْ
تفضل قايد وساندْ في أصعب الأوقاتْ

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net