الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 22 أغسطس 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مَعكة بنت تلماي
وَوُلِدَ لِدَاوُدَ بَنُونَ... بِكْرُهُ أَمْنُونَ.. وَثَانِيهِ كِيلآبَ ..وَالثَّالِثُ أَبْشَالُومَ ابْنَ مَعْكَةَ بِنْتِ تَلْمَايَ مَلِكِ جَشُورَ ( 2صموئيل 3: 2 ، 3)
بعد موت شاول، صعد داود إلى حبرون، هو وامرأتاه ”أَخِينُوعَم وأَبِيجَايِل“ ( 2صم 2: 2 ). وأخيرًا وجد داود نفسه في بيت ومِن حوله ذووه يستأنس بهم هادئ البال. فلماذا إذًا يتخذ لنفسه نساء أُخريات في حبرون بجانب ”أَخِينُوعَم وأَبِيجَايِل“، اللتين رافقتاه في كل تيهانه. هل سأل الرب قبلما يفعل ذلك؟ هل قرأ كلمة الرب؟ لقد كانت لديه أسفار الناموس، وكان عليه فقط أن يتأمل فيها ليرى طريقه. أَ لم يَقُل الرب في تثنية17: 17 بخصوص الملك «ولا يُكثر له نساء لئلا يزيغ قلبه»؟ ورغم ذلك نجد أن داود أخذ لنفسه زوجات كثيرات في حبرون أولاً ( 2صم 3: 2 -5؛ 1أخ3: 1-4)، ثم في أورشليم ( 2صم 5: 13 -16؛ 1أخ3: 5-8؛ 14: 3-7). لو أنه اكتفى بزوجته الأمينة أَبِيجَايِل «جيدة الفهم وجميلة الصورة»، والتي معنى اسمها ”مصدر الفرح“ ( 1صم 25: 3 )، لَمَا قرأنا في 2صموئيل3: 2، 3، 4 عن ثلاثة أسماء كانوا مصدر حزن كثير له، وهم: أمنون النجس الشهواني (2صم13)، وأبشالوم المنافق القاتل (2صم14، 15)، وأدونيا المتمرد المتكبر (1مل1، 2).

ولكنني بصفة خاصة أتساءل: لماذا أضاف داود إلى زوجاته ”معكة بنت تلماي ملك جشور“؛ الملك الوثني؟ ( 2صم 3: 3 ). هذا الزواج الخاطئ لم تكن له في البداية وحسب الظاهر نتائج مرّة، ولكن فيما بعد، وعن طريق أبشالوم وثامار، نضجت الثمرات المُرّة. إنه لا يوافق على الإطلاق، على أية حال، وفي أية ظروف، أن يرتبط أي من أولاد الله بزوجة غير مؤمنة. إن ”النير المتخالف“ لا يجلب إلا الآلام والمخاطر. وكم من أشخاص أرهقهم الندم والحزن بسبب عدم طاعتهم لهذه الوصية «لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين»! ( 2كو 6: 14 ). وفي كل الكتاب المقدَّس نرى دور الأم، وتأثيرها على أولادها، سلبيًا أو إيجابيًا؛ للشر أو للخير. لقد أصبحت ”معكة“ أُمًا لأبشالوم، الاسم الذي يكفي أن يُذكِّرنا بكل النتائج السيئة لمثل هذا الاتحاد.

أيها الأحباء: إن زواج داود من هذا العدد الكبير من النساء، حتى وإن لم يكن خطية صريحة، فإنه قاد إلى خطية داود الكبرى. لقد زرع لجسده، ومن الجسد حصد فسادًا ( غل 6: 8 ). كما أن النير المتخالف لا يجلب إلا الآلام والمخاطر والأحزان. وكانت ثورة أبشالوم هي إحدى الثمرات الناضجة التي سقطت فوق رأسه، ليحصد ما زرع.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net