الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 28 أغسطس 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خوف الرجال
فَخَافَ الرِّجَالُ إِذْ أُدْخِلُوا إِلَى بَيْتِ يُوسُفَ وَقَالُوا.. قَدْ أُدْخِلْنَا لِيَهْجِمَ عَلَيْنَا وَيَقَعَ بِنَا وَيَأْخُذَنَا عَبِيدًا.. ( تكوين 43: 18 )
قد تأخذ الظنون والهواجس طريقها إلى قلبك، وقد تتوارد الخواطر المزعجة إلى عقلك، وقد يؤيد الواقع مخاوفك، فتفقد شعورك بالأمان، فتأمل معي ثلاثة من هذه الظنون التي هاجمت إخوة يوسف:

1- ظنوا أن يوسف سيهجم عليهم ويقع بهم: فبسبب جفاء معاملته لهم فى لقائهم الأول معه ( تك 42: 9 -17)، واكتشافهم أن ثمن القمح الذي سبق واشتروه رجع إليهم، لهذا وذاك أُدخلوا الى بيت الرجل متوقعين أشد أنواع الإذلال. لكن – لدهشتهم - سمعوا صوتًا يقول: «سلامٌ لكم، لا تخافوا» ( تك 43: 23 ). لماذا؟ لأن ما كان عليهم مِن دين قد تم إيفاؤه بالكامل، وهذا غمر قلوبهم راحةً وسلامًا. وهذا عين ما فعله الله معنا، فبعد أن وفىَّ المسيح ديوننا على الصليب، أمسك الله بفاتورة حسابنا (صك الديون) وسمَّرها بالصليب ( كو 2: 14 )، وفي هذا إعلانًا إلهيًا بإلغاء ديوننا إلى الأبد.

2 - ظنوا أنه سيأخذهم عبيدًا: لقد ظن هؤلاء الرجال أن صاحب السلطان سيقوم بإذلالهم عن طريق تسخيرهم لخدمته كعبيد، وذلك لأنهم لم يُدركوا مقاصد نعمته التى أعدَّت ورتبت لهم ما يفوق توقعاتهم، فمَن ذا الذي يُقدم للعبيد ماءً لغسل أرجلهم؟! ( تك 43: 24 ). وفي الوقت ذاته كان يُجري ترتيب وإعداد وليمة المحبة الخاصة بهم، فالشركة معهم كانت رغبه رب البيت! ووجودهم معه كان غرض محبته! وهذا عين ما رتبته لنا محبة الله أبينا؛ أن تكون لنا معه ومع ابنه شركة، ههنا في الزمان، وعندما نكون في بيته، حيث وليمة المحبة الأبدية.

3 - ظنوا أنه طامعٌ فى حميرهم: ولكنهم فُوجئوا بأنه «أعطى عَليقًا لحَميرهم»! ( تك 43: 24 ). وهل تظن أن رجلاً شريفًا كريمًا، يرتدى أفخر الثياب ويركب العربات التي تقودها أعظم الجياد، تُغريه بعض الحمير فيتوق لامتلاكها؟! إن هذا ما يظنه الكثيرون عن الله! يظنون أن الله يتربص بهم، منتظرًا لحظه وقوعهم مُخطئين حتى يعاقبهم بتجريدهم من ممتلكاتهم، ويُحرمهم لذه العيش! والإنسان في ظنونه هذه ينسى أن هِبات الله مجانية وبلا ندامة. وإذ أراد الله أن يعلن لنا عن عظمة الجود الإلهي أرسل ابنه كفارة لخطايانا ( 1يو 4: 10 ). والمسيح لكي يُعبِّر لنا عن أروع نموذج للعطاء، وضع نفسه لأجلنا ( 1يو 3: 16 ).

عزيزي: تذكَّر دائمًا أن الله الحي يمنحنا كل شيء بغنى للتمتع ( 1تي 6: 17 ).

جوزيف وسلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net