الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 3 أغسطس 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الخادم وسرور الآب
مِنْ تَعَبِ نَفْسِهِ يَرَى وَيَشْبَعُ ( إشعياء 53: 11 )
لا شك أن كل أولاد الله في كل مكان وفي كل العصور، يجدون لذة عجيبة في معرفتهم بالله وارتباطهم بشخصه الكريم، بل ويختبرون في القُرب منه نوعًا فريدًا من المُتعة لا تُضاهيها مُتع العالم بأسره مجتمعة. فالاقتراب إليه حسنٌ لكل أولاد الله ( مز 73: 28 ).

على أننا أحيانا كثيرة ننسى أن لله أيضا لذة في علاقتنا به تبارك اسمه، تلك اللذة التي حركته أزلاً ليختارنا في ابنه، ويعينّنا للتبني، ويدعونا في الزمان ويمجِّدنا ( رو 8: 30 )، تلك اللذة التي جعلته يبذل وحيده عنا كحبة الحنطة ( يو 12: 24 )، لكي يأتي بأبناءٍ كثيرين إلى المجد، ليفيض على هؤلاء الأبناء بعواطف الأبوَّة، ليجد لذته وفرحته بخلائق تمتلك حياة ابنه التي يُسرّ جدًا بها، وتتصاعد منها رائحة ابنه التي هي موضوع إعجابه.

ولهذا فدورنا على الأرض كأولاد لله عامةً وكخدام خاصةً، أن نكون فرحًا دائمًا لقلب أبينا. ولنا في ما فعلته أبيجايل - والتي معنى اسمها ”فرحة أبيها“ أو ”أبيها يفرح“ ( 1صم 25: 18 - 44) درس في كيفية إسعاد قلب أبينا.

«فبادرت أبيجايل وأخذت مئتي رغيف خبز، وزقي خمر، وخمسة خرفان مُهيأة، وخمس كيلات من الفريك، ومئتي عنقود من الزبيب، ومئتي قرص من التين، ووضعتها على الحمير، وقالت لغلمانها: اعبروا قدامي. ها أنذا جائية وراءكم. ولم تُخبر رجلها نابال» ( 1صم 25: 18 - 20).

لقد علمت أبيجايل أن داود مكروه من السلطة، ومحتقر من الشعب، فهو مُطارد من مغارة إلى مغارة وليس له راحة في الأرض، لذلك أرادت أن تُكرمه وتعوِّضه، أن تنعشه وتُشبعه، فوقفت في صف داود مهما كانت التكلفة، وأرسلت له التين الذي يسنده، والخمر الذي يفرحه. فما هو دورنا كخدام للمسيح في وسط عالمٍ يكرهه؟ هل نقف في صفه حتى لو عادانا العالم؟

هل كل ما يشغلنا كخدام، هو كيف نكرمه ونُشبعه في وسط عالم يكرهه؟ أ تعلمون أن الرب يشبع جدًا وهو يرى أننا نوقره في السر قبل العَلن؟ أ تعلمون أن الرب يشبع من اجتماعات أرضياتها مُبللة بالدموع، أكثر من اجتماعات قاعاتها مزينة بالشموع؟ أ تعلمون أن الرب يشبع من عبادات من قلب منكسر، أكثر من أناشيد عالية ووراءها شرُ مستتر؟

ليتنا نُريه فينا من تعب نفسه، فيرى ويشبع.

عياد ظريف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net