الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 31 أغسطس 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حتى متى؟
كَانُوا يَتَّقُونَ الرَّبَّ وَيَعْبُدُونَ آلِهتَهُمْ كَعَادَةِ الأُمَمِ الَّذِينَ سَبَوْهُمْ مِنْ بَيْنِهِمْ ( 2ملوك 17: 33 )
في هذه العبارة القصيرة والمقتضَبة صوَّر لنا قلم الروح القدس الحالة الرديئة والبغيضة التي وصل اليها شعب الرب! لقد تشبَّهوا بأهل هذا الدهر! فقد جاء الأشوري بأُمم غريبة وأسكنهم في السامرة مع مَن تبقَّى من شعبها بعد السبي الأشوري للأسباط العشرة، وهؤلاء جاءوا بآلهتهم وأوثانهم للأرض، وتدنست الأرض بأفعالهم النجسة وعباداتهم المرذولة. وكان يجب على مَن بقيَ مِن شعب إسرائيل أن ينفصلوا عنهم وعن أوثانهم، إلا أنهم سقطوا في الفخ وأُخذوا بالشَرَك، فنالت آلهة الأمم وطرقهم إعجابهم الشديد، وانخرطوا معهم في هذه الأمور الشريرة. ولكي يُسكِتوا ضميرهم «كانوا يتَّقون الرب»؛ أي أنهم خافوا منه فقط، مجرد الخوف دون أن يكون هناك تقدير لوصاياه وشرائعه، ولا سيما من جهة العبادة والسجود الحقيقي له. كانوا خارجيًا وظاهريًا فقط يُظهرون أنهم يتَّقُون الرب، أما الواقع الحقيقي والمرير فهو أنهم كانوا يعبدون آلهة الأمم. ومَن لنا بصوت إيليا النبي قائلاً: «حتى متى تعرجون بين الفرقتين؟ إن كان الرب هو الله فاتبعوه» ( 1مل 18: 21 ). إن هذه الحالة تذكِّرنا بذاك اللاودوكي الذي قال: «إني أنا غني»! ويا للإدعاء! ولكن الأردأ أنه قال أيضًا: «وقد استغنيت»! آه على ما يصل إليه شعب الرب حين يترك نفسه لنفسه وللآخرين وللشيطان نفسه! حقًا إنه يُجعَل للهُزء والاحتقار بين الناس. والشيطان يفرح أكثر حين يرى أن حقوق الله مُستهان بها بين شعب كان يجب أن يراعيها، وسعادته حين يرى يد الرب تمتد لشعبه، لا للبركة، بل للقضاء عليهم بسبب شرهم، لأنه يعلم أن قداسة الله تقتضي استئصال الشر بالقضاء. وما أكثر مَن تسرَّبت إليهم روح العالم البغيضة، فاكتفوا بمجرد الشكل الديني الظاهري، بينما هم يَجرون ويلهثون وراء العالم وأموره، حتى إن شهادتهم أضحَت بلا تأثير بسبب هذه الازدواجية.

لكن دعونا نتساءل: تُرى ما هو السبب في الوصول لهذه الحالة؟ إنه إهمال الكلمة، وعدم التجاوب معها، والتأثر الحقيقي بها. لقد قال الحكيم: «لأن الوصية مصباح، والشريعة نورٌ، وتوبيخات الأدب طريق الحياة» ( أم 6: 23 ). وقال لنا الرسول: «وعندنا الكلمة النبوية، وهي أثبت، التي تفعلون حسنًا إن انتبهتم إليها، كما إلى سراجٍ مُنير في موضع مُظلم» ( 2بط 1: 19 ). إن مَنْ يهمل كلمة الله لا يبقى له نور، بل لن يجد سوى الظلام الدامس، والتيهان والضلال.

خالد فيلبس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net