الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 4 أغسطس 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مسحوقٌ لأجلِ آثَامِنا
الرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا ... أَمَّا الرَّبُّ فَسُرَّ بِأَنْ يَسْحَقَهُ بِالْحُزْنِ. إِنْ جَعَلَ نَفْسَهُ ذَبِيحَةَ إِثْمٍ ( إشعياء 53: 6 ، 10)
لقد ظل المسيح على الصليب ست ساعات، من الساعة التاسعة صباحًا حتى الثالثة بعد الظهر حسب توقيتنا الحاضر. ولقد كان في الثلاث ساعات الأولى نور، بينما غطى الكون الظلام في الساعات الثلاث التالية. والفارق كبير بين آلام المسيح في هاتين الفترتين. فالمسيح تألم في الفترة الأولى من يد البشر؛ وبالتالي فإنه تألم كشهيد من أجل البر. فكما قتل قايين أخاه هابيل لأن أعماله كانت شريرة وأعمال أخيه بارة، هكذا أيضًا اليهود الأشرار أبغضوا المسيح البار «وهذه هي الدينونة: إن النور قد جاء إلى العالم، وأحبَّ الناس الظلمة أكثر من النور، لأن أعمالهم كانت شريرة» ( يو 3:  19).

لكن ليست هذه الآلام هي التي خلَّصتنا، بل الآلام التي احتملها المسيح من يد الله. ففي ساعات الظلام كان المسيح يتألم بسبب الخطية، لا بسبب البر؛ لا الخطية التي عملها هو له المجد، حاشا، بل الخطية التي أدخلها الإنسان إلى العالم، والخطايا التي ارتكبها المؤمنون جميعًا! وما أرهبها من آلام!!

عن هذه الآلام يقول النبي: «والرب وضعَ عليهِ إثمَ جميعنا»، وأيضًا «أما الربُّ فُسُرَّ بأن يسحَقَهُ بالحُزن. إن جعل نفسه ذبيحة إثم» ( إش 53:  6، 10). ومَن كان يستطيع أن يفعل ذلك سوى الرب نفسه؟!

كانت هناك معركة غير منظورة في الجلجثة. والمسيح فيها سحق رأس الحية (إبليس)، ولو أنه في هذه المعركة تم سحق عَقب المسيح. ولقد قال أحدهم في ذلك: إن كلمة «يسحَقهُ بالحَزن» الواردة في إشعياء53: 10 تختلف عن «وأنتِ تَسحقينَ عَقِبَهُ» المذكورة في كلام الرب للحية في تكوين3: 15، فالكلمتان في الأصل العبري مختلفتان، وهي في إشعياء53 أشد وأقسى. الله في ساعات الظلمة سحَق المسيح إذ جعل نفسه ذبيحة إثم. ومع أن المسيح لم يصرخ صرخة واحدة عندما كان يعاني على أيدي البشر القساة، ولم يفعل مثل يوسف الذي استرحم إخوته، فهو كان يعلم بكل ما يأتي عليه، ولو أراد لطلب إلى أبيه فأرسل إليه إثني عشر جيشًا من الملائكة؛ لكن ذاك الذي احتمل كل العذابات من أيدي البشر، صرخ من سيف رب الجنود الذي استيقظ عليه ليضربه، وبهذا العمل تم سحق رأس الحية، ولو أن الشيطان استخدم الأشرار لسحق عقب المسيح.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net