الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 5 أغسطس 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خِزامة ذهب وسِوارانِ
وَحَدَثَ عِنْدَمَا فَرَغَتِ الْجِمَالُ مِنَ الشُّرْبِ أَنَّ الرَّجُلَ أَخَذَ خِزَامَةَ ذَهَبٍ وَزْنُهَا ..وَسِوَارَيْنِ عَلَى يَدَيْهَا ( تكوين 24: 22 )
عند بئر الماء زيَّن العبد رفقة بخِزَامَةِ ذَهَبٍٍ في الأنف، وسوارين على يديها:

أولاً: الخزامة في الأنف تُكلّمنا عن الخضوع: إن المرأة تعكس المجد والجمال اللذين بهما يُسربلها الله عندما تستقر في مكانها المُعطى لها من الله؛ مكان الخضوع وعدم الاستقلال، وتتمسك بخصائصها وسجاياها الأنثوية. وبقدر ما تكون المرأة هكذا، بقدر ما تبدو أكثر جمالاً، وبقدر ما تحظى برضى الله. وبالعكس على قدر ما تحاول المرأة أن تتشبه بالرجل أو تحتل مكانه، بقدر ما تفقد من جمالها وفضلها وفضائلها. فالمرأة لا يكتمل جمالها الأدبي إلا إذا احتلت المكان الذي لأجله خُلقت؛ مكان الخضوع وعدم الاستقلال. ولكن يجب التأكيد أن الخضوع لا يعني الدُّونيَّة، فالمرأة ليست أقل من الرجل لخضوعها له، فهي إنما خُلقت لتكون مُعينًا نَظيرًا للرجل، وشريكًا مُكمّلاً له ( تك 2: 18 ).

وهذا الخضوع الذي على الزوجة أن تُراعيه نحو زوجها يجب أن يكون «كما للرب» ( أف 5: 23 )، بمعنى أن خضوع الزوجة لزوجها هو في الواقع خضوع لسلطان الرب وترتيبه من البدء، وصون لحقوق الرجل التي منحها له الرب الإله منذ القديم «لأن الرجل هو رأس المرأة» ( أف 5: 23 )، «ولأن الرجل لم يُخلَق من أجل المرأة، بل المرأة من أجل الرجل» ( 1كو 11: 9 ).

وإن خضوع الزوجة لزوجها لا يجب أن يُقاس بأخلاق الزوج، وإن كانت مرتبطة بزوج عالمي ضعيف الخُلق والشخصية، فواجبها لا يجب أن يُقاس باستحقاق الرجل أو تعقله، بل بإرادة الرب. فمهما كان ذلك الرجل، فهو زوجها، وعليها أن تخضع له «كما للرب».

ثانيًا: السواران من ذهب اللذان يُحيطان باليدين هما قيود ودليل المحبة التي لا تنتهي: فبينما تنظر الزوجة إلى رجلها باعتباره الرأس في البيت فتخضع له (خزامة الأنف)، فإن عليها أن تتدرب على ذلك بإقرارات نابعة من المحبة (السوارين في اليدين). فليس خضوع الزوجة لزوجها، هو كل المطلوب منها، لأنه «إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة، تُحتقر احتقارًا» ( نش 8: 7 ). فالزوجة المسيحية مدعوَّة أن تخضع لرجلها «كما للرب»، ولكن بدافع المحبة. والمحبة الحقيقية من كل القلب يجب أن تكون هي الباعث لكل شيء؛ المحبة التي تُسرّ بالبذل والتضحية، وتبتهج بالإيثار والعطاء.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net