الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 7 أغسطس 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
احمِل سريرك وامشِ
يَا سَيِّدُ، لَيْسَ لِي إِنْسَانٌ يُلْقِينِي فِي الْبِرْكَةِ مَتَى تَحَرَّكَ الْمَاءُ .. قَالَ لَهُ يَسُوعُ: قُمِ. احْمِلْ سَرِيرَكَ وَامْشِ ( يوحنا 5: 7 ، 8)
هنا نرى الرب نفسه يُخاطب الكسيح عن شيء واحد لا غير، وهو قوته الشافية «قُم. احمل سريرك وامشِ». فبدل أن كان هذا المريض محمولاً على السرير، عندما كان موجودًا عند البِرْكة، نراه هو نفسه يحمل السرير ويمشي. لم يكن في حاجة إلى شيء أكثر من ذلك. ولكن هذا الإنسان يُمثل لنا أولئك الذين لا يعرفون شيئًا عن طريق الرب في معاملته للخطاة. فبدلاً من أن يرفع بصره إلى الرب ويمتلئ بالفرح والسرور لسماعه تلك الكلمات الحلوة: «أ تريد أن تبرأ؟»، وبدلاً من أن يُلقي بنفسه بين يديه كما هو في حزنه وفقره، بدلاً من ذلك، نراه يتكلَّم عن حالته الحاضرة «يا سيد، ليس لي إنسانٌ يُلقيني في البِرْكة متى تحرَّك الماء». وهذا هو الحاصل كل يوم، هذه هي طريقة الإنسان. نحن لا نستغرب لهذا الأمر، ولا لوجود ذلك الرجل في الهيكل فيما بعد (ع14)، بدلاً من وجوده عند أقدام الرب، مثل السامري الأبرص المذكور في لوقا17: 16. هذه هي أعمال وتصرفات العقل الديني، سواء أَ كان في اليهودية أو في المسيحية.

نعم، نقول ثانيةً لسنا في حاجة أن نستغرب لِما عمله الرب يسوع لذلك الكسيح الذي شُفيَ، بينما نرى في الوقت نفسه جمهور كثير مِن مرضى، مضطجعين حول تلك البِِرْكة التي تُولِّد اليأس والشكوك (ع3)، بينما ابن الله موجود هناك، حامل بين يديه الخلاص الكامل المجاني، الذي يستطيع أي إنسان الحصول عليه حالاً، وبدون أي ريب. ذلك الخلاص الذي لا يشوبه أي خوف من تأخير أو منافس، ولا يحتاج معه إلى مساعدة من أي نوع.

نعم، إن لنا في هذا درسًا عظيمًا جدًا. البِِرْكة مُحاطة بالجموع الكثيرة، والرب يسوع يمر من هناك بدون أن ينتبه إليه أي شخص. البِِرْكة يُسعَى إليها، والرب يسوع يسعى بنفسه ويُقدِّم ذاته! يا لها من صورة مؤثرة لديانة الإنسان! الفرائض - بما فيها من أحمال ثقيلة - يجري الناس وراءها، بينما نعمة الله التي تُقدِّم الخلاص غير مُكترَث بها! أو على الأقل هذه النعمة عينها عليها أن تعرض نفسها، وتحتاج إلى وعظ ومُناداة كما فعل الرب يسوع عند بِِرْكة بيت حِسدا، بينما هذه الطقوس والفرائض كالبِِرْكة تمامًا، يتعلَّق بها الكثيرون كل يوم.

تعالوا واشهدوا الحبَّ وذوقوا وانظروا الربَّ
إلى الحياةِ يدعوكمْ فلبُّوا وافتحوا القلبَّ

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net