الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 13 سبتمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مراجعة الماضي
اللهُ الَّذِي رَعَانِي مُنْذُ وُجُودِي إِلَى هَذَا الْيَوْمِ، الْمَلاَكُ الَّذِي خَلَّصَنِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ ( تكوين 48: 15 ، 16)
عندما كان يعقوب راجعًا من عند خاله لابان، تذكَّر معاملات الله معه في الماضي رغم أخطائه التي ارتكبها، فقال للرب: «صغيرٌ أنا عن جميع ألطافك وجميع الأمانة التي صنعت إلى عبدك. فإني بعصاي عبرت هذا الأردن والآن قد صرت جيشين»، وهذا الاعتراف بفضل الرب عليه شجّعه أيضًا على أن يطلب حماية الرب له من أخيه عيسو. وقبل موته بوقت قصير قال يعقوب لابنه يوسف معترفًا بفضل الرب عليه: «الله الذي رعاني منذ وجودي إلى هذا اليوم، الملاك الذي خلَّصني من كل شرٍّ» ( تك 32: 10 ؛ 48: 15، 16).

وألا يليق بنا نحن أيضًا - في كل يوم - أن نراجع أفضال الرب علينا. ما أكثر إحساناته الروحية والزمنية. ربما جُزنا في ظروف صعبة، لكننا «نعلم أن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله» ( رو 8: 28 ). وإن كنا جزنا في تأديب بسبب خطايانا «فأي ابن لا يؤدبه أبوه؟» ( عب 12: 7 ). قال داود في مراجعته لمعاملات الله: «لم يصنع معنا حسب خطايانا، ولم يُجازِنا حسب آثامنا. لأنه مثل ارتفاع السماوات فوق الأرض قويَت رحمته على خائفيه» ( مز 103: 10 ، 11). وقال في مرة أخرى أيضًا وهو يراجع الماضي: «كللت السنة بجُودك، وآثارك تقطُر دسمًا» ( مز 65: 11 ). أما إرميا النبي فبعد أن تكلَّم عن المصائب التي حلَّت على الشعب بسبب ابتعادهم عن الرب، قال: «تطلعوا وانظروا إن كان حزنٌ مثل حُزني الذي صنع بي، الذي أذلني به الرب يوم حُمُو غضبهِ؟» ( مر 1: 12 )، وغير ذلك الكثير، بعد هذا كله راجع أفضال الرب فقال: «أردِّد هذا في قلبي، من أجل ذلك أرجو: إنه من إحسانات الرب أننا لم نفنَ، لأن مراحمه لا تزول. هي جديدة في كل صباح. كثيرةٌ أمانتك ... طيبٌ هو الرب للذين يترجُّونه، للنفس التي تطلبه» ( مرا 3: 21 -25). فهو حين حوَّل نظره نحو الرب نفسه لم يَسَعُه إلاَّ أن يردِّد أفضال الرب. ونحن أيضًا إذا راجعنا معاملات الرب معنا ستفيض قلوبنا بالحمد والشكر له، ونقول له: «كثيرةٌ أمانتك». وأمانة الرب هذه يجب أن يكون لها صدى في حياتنا نحن المؤمنين. فنكون أُمناء فيما ائتمننا الرب عليه، لكي نسمعه يقول لكلِّ منا: «نعِمَّا أيُّها العبد الصالح والأمين!» ( مت 25: 21 ). إذًا مراجعة الماضي تقودنا للشكر للرب لأنه «عمل كل شيء حسنًا!» ( مر 7: 37 ).

أنيس بهنام
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net