الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 20 سبتمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مضى حزينًا
أَيُّهَا الْمُعَلِّمُ الصَّالِحُ، مَاذَا أَعْمَلُ لأَرِثَ الْحَيَاةَ الأَبَدِيَّةَ؟ .. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ .. أَنْتَ تَعْرِفُ الْوَصَايَا ( مرقس 10: 17 - 19)
لماذا أرشد الرب ذلك الرجل إلى الوصايا؟ لكي يُريه مقدار نقصه عن المقياس المطلوب، ويُشعره بالحاجة إلى شيء خارج عن ذاته. فيُرسله الرب إلى مدرسة الناموس، وإذ يدَّعي أنه قد حفظ كل دروسها، يعود الرب ويقدّم له امتحانًا أصعب، إذ يطلب منه أن يُضحي بالماديات ويحمل الصليب. ولكن كان ذلك فوق مقدوره، لأن العالم ظهر أمامه زهيًا جميلاً، أما الصليب فظهر مُظلمًا وقاتمًا. وقد رجحت كفة العالم عنده عن شخص المسيح، لأنه كان يريد أن يحصل على الحياة الأبدية وفي الوقت نفسه يحتفظ بالعالم. كان يريد أن يجمع بين الله والعالم، ولكن هذا لا يتأتى، لأن الذي يريد أن يدفع ثمن الحياة الأبدية فإنه يجد ذلك الثمن باهظًا عليه جدًا، أما الذي يأتي كمعوز فقير فإنه ينال ما يحتاج إليه مجانًا. الذي يأتي طالبًا أن يعمل، يُقدِّم الرب إليه مقياس العمل المطلوب، أما الذي يأتي كخاطئ، فيُقدِّم الرب إليه عطية الإيمان.

إن شخصًا لم يسبق له أن رأى المسيح مُعلَّقًا على الصليب لأجل خلاصه، يجد الصليب حِملاً ثقيلاً عليه، ولا يستطيع أن يتبع الرب. يجب عليَّ أولاً أن أعتمد على الصليب بالإيمان قبل أن أستطيع حمله. يجب عليَّ أولاً أن أحصل على الحياة الأبدية قبل أن أستطيع اتباع آثار خطوات سَيِّدي يسوع المسيح. أما محاولتي حَمل الصليب قبل أن أتمتع بالمُخلِّص المصلوب فأصعب من الوقوف تحت جبل سيناء المضطرب بالنار، لذلك خاف الرجل الغني من منظر الصليب، ومضى حزينًا، مع أنه ظن أنه قد حفظ الوصايا.

ولكن هل قصد الرب أن يُعلِّم ذلك الشخص أنه يستطيع أن يَرِث الحياة الأبدية بواسطة الأعمال؟ كلا. بل يُجيبه على قدر سؤاله. فإذا أتى طالبًا العمل مضى بدون نتيجة، لأنه لم يستطع أن يعمل، نظير إسرائيل في خروج 19. فقد قالوا «كل ما تكلَّم به الرب نفعل» (ع8)، فلما تكلَّم الرب «لم يحتملوا ما أُمرَ به» ( عب 12: 20 ). فالإنسان يتكلَّم عن العمل، ويطلب الأعمال، ولكن عندما يُبيِّن له العمل المطلوب، يظهر عجزه وعدم رغبته في العمل. هكذا كان ذلك الرجل الغني.

فلستُ بالناموسِ قد صرتُ مُبررًا
بل بكَ وحدكَ فقط صرتُ مُطهرًا

بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net