الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 26 سبتمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إبراهيم والامتحان الأصعب
خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً ( تكوين 22: 2 )
منذ أن تعرَّف إبراهيم على الله الحي الحقيقي - أو بالحري عُرِفَ من الله - وتنوَّعت امتحاناته، وكل امتحان يزيد صعوبة عن الذي يسبقه. إلا أن ما طلبه الله من ابراهيم في تكوين 22 يُمثل الامتحان الأصعب وذلك للأسباب التالية:

1- «خذ ابنكَ»: فالابن يحظى بغلاوة خاصة – حتى ولو كان متمردًا كأبشالوم – تَذَكَّر عزيزي ما قاله داود لرجاله «ترفقوا لي بالفتى أبشالوم» ( 2صم 18: 5 )، فبالرغم مِن هول ما قاساه داود من أبشالوم ابنه، إلا أنه كان عزيزًا لديه.

2- «وحيدك»: للابن الوحيد مكانة أكبر، ويحظى باهتمام أوفر. لم يكن عند إبراهيم 12 ابنًا كيعقوب، الذي عندما علم أن شمعون محجوز في مصر، وبنيامين مطلوب لينزل لمصر، صرخ قائلاً: «أعدمتموني الأولاد!» ( تك 42: 36 )، مع أنه كان سيتبقى له 9 آخرون. أما إبراهيم فمطلوب منه ابنه الوحيد.

3- «الذي تحبه»: فإسحاق ليس هو الابن العاق، أو الابن الجاهل الذي يغم أباه، بل هو ابنه الحبيب الذي يجد فيه لذته.

4- «إسحاق»: ما زاد الامتحان صعوبةً، أن الله لم يطلب إسحاق وهو طفل رضيع، بل بعد أن صار شابًا يافعًا، وكان فرحة البيت لسنوات طويلة.

5- «أصعدهُ»: لو كان الله أخذ إسحاق بطريقته الخاصة لكان الأمر أهوَن، فيوم أن سمح الله أن يُؤخذ من أيوب جميع بنيه وبناته، قال أيوب: «الرب أعطى والرب أخذ» ( أي 1: 21 ). لكن من الصعوبة بمكان أنه كان على إبراهيم أن يقدِّم ابنه بنفسه.

6- «مُحرَقةً»: إن شريعة المحرَقة هي بكل تأكيد الأصعب بين جميع شرائع الذبائح ، فكان على إبراهيم أن يقوم لا بذبحه فقط بل بإشعال النار فيه إلى أن يضحَى إسحاق رمادًا. يا للصعوبة!

7- «على أحد الجبال الذي أقول لك»: لم يطلب الله من إبراهيم أن يقدم ابنه في مكان قريب، بل في أرض المُريا البعيدة التي تتطلب مسيرة ثلاثة أيام، بل وطلب الله منه أن يصعد جبلاً وعرًا وهو شيخ طاعن في السن ربما يصل عمره آنذاك إلى 115 سنة.

بالرغم من صعوبة الامتحان فإن إبراهيم نجح نجاحًا باهرًا، إذ قيل عنه: «بالإيمان قدَّم إبراهيم إسحاق وهو مُجرَّب، قدَّم الذي قَبلَ المواعيد وحيده» ( عب 11: 17 ). يا له من مثالٍ رائع. أين نحن من هذه الطاعة، وهذا الإيمان؟!

عادل حبيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net