الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 29 سبتمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أَنَا عَطْشَانُ
بَعْدَ هَذَا رَأَى يَسُوعُ أَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ كَمَلَ، فَلِكَيْ يَتِمَّ الْكِتَابُ قَالَ: أَنَا عَطْشَانُ ( يوحنا 19: 28 )
«أنا عطشان» .. واحدة من سبع عبارات نطق بها الرب، وهو في قمة الألم فوق رابية الجلجثة، ليعلن لنا عن ثلاثة أمور في غاية الأهمية، فَعَلها بطيب خاطر:

1- أتم الكتاب: يُعلن لنا الوحي عن الدافع الحقيقي وراء إعلان الرب - له كل المجد- عن عطشه لا ليروى ظمأه، بل ليتمم المكتوب «ويجعلون في طعامي عَلقمًا، وفي عطشي يسقونني خلاً» ( مز 69: 21 ). فذاك المجيد الذي كان كل غرضه أن يفعل مشيئة الآب، ويُتمم عمله، بعد أن أكمل كل شيء، حيث تمم وصايا الناموس كإنسان كامل بلا خطية، كان لزامًا أن تتم فيه نبوات العهد القديم بكاملها، وهذا ما كان يشغله - تبارك اسمه - حتى وهو فى ذروة الآلام؛ أن يُرضي الله تمامًا ويُدخِل السرور لقلبه. وبهذا فإننا نراه هنا كالمحرقة.

2- احتمل العذاب: ما أرهب العناء الذي تحمَّلَه رب المجد نيابةً عنا؛ آلام فوق طاقة البشر، فقد تألم كأشرّ المجرمين، فأي شخص محكوم عليه بالإعدام - مهما كانت بشاعة جريمته – لو طلب قبل تنفيذ الحكم أن يشرب، أ فلا يأتوه بما سأل؟! أما الرب فقدَّموا له خلاً! فيا للعجب! ولكى ندرك شدة عذاب العطش انظر إلى الغني مُعذبًا في اللهيب، لم يطلب سوى قطرة ماء. وها الرب يسوع يحتمل كل هذا بديلاً عنا. وهكذا نراه هنا كذبيحة الخطية.

2 - اجتذب الأحباب: عندما كان اليهودى قديمًا يتقدم لخِطبة فتاة، كان يتم تقديم كوب من النبيذ له، فإن لم تُسِرّه الفتاة يشرب النبيذ ويرحل في هدوء، أما إن أراد تتميم الارتباط فيخرج عند الباب ويقول لعروسه: ”أنا عطشان“، فتُقدِّم له النبيذ مُضافًا إليه قطرات من الخل. وكأنها تقول له: ”كما وجدت فيَّ ما يسرَّك، فستجد ما لا يرضيك، وعليك بقبولي كما أنا“. وها نحن نرى عريسنا المبارك متألمًا خارج الباب، مُعلنًا محبته ورغبته في أن يربطنا بشخصه، فلا نُقدِّم له إلا خلاً صافيًا حيث لا يوجد فينا ما يُسرّ أبدًا، وبالرغم من هذا أحبنا وأسلَم نفسه لأجلنا، وبارتفاعه فوق الصليب جذب إليه الجميع، مُصالحًا إيانا بالله، ليمتعنا بالسلام معه. وهكذا فإننا نراه هنا كذبيحة السلامة.

نعم ما أكمَلْ عمل الصليب العجيب!؛ فلم نَعُد باحتياج لذبائح متكررة، بل نكتفي بمَن به أكتفى القدير.

أسامة عاطف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net