الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 8 سبتمبر 2013 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مشورة الله المحتومة
هذَا أخَذْتُمُوهُ مُسَلَّمًا بِمَشُورَةِ اللهِ الْمَحْتوُمَةِ .. وَبأيْدِي أَثَمَةٍ صَلَبْتُمُوهُ .. ( أعمال 2: 23 )
كان لا بد أن يموت المسيح في أورشليم، فهو الذي قال لا يمكن أن يهلك نبي خارج أورشليم ( لو 13: 33 ). ثم كان لا بد أن يموت خارج المحلة، تمامًا كما كانت «الحيوانات التي يُدخَل بدمها إلى الأقداس تُحرق أجسادها خارج المحلة» (لا16؛ عب13). لكن ليس فقط مات المسيح في أورشليم خارج المحلة، لكن كان لا بد أن يُصلَب على الصليب الأوسط. ولقد اهتمت البشائر الأربع بإبراز هذا الأمر، لكن علَّق مرقس عليه بالقول: «فتمَّ الكتاب القائل وأُحصيَ مع أثمة» ( مر 15: 28 ).

ويا له من عنوان وضعه بيلاطس فوق صليب المسيح! «يسوع الناصري ملك اليهود» ـ إنه لا يتضمن أية عِلَة على الإطلاق، وكان هذا العنوان مُساقًا بيد علوية - هو أول نبذة تُكتب في العالم، خَلُص بواسطتها اللّص التائب الذي عرف منها مجد المصلوب إلى جواره، فقال له: «اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك»، فجاءه الجواب «الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس» ( لو 23: 43 ).

كان الوضع الطبيعي أن يظل المحكوم عليهم بالصلب يومين أو ثلاثة أيام، وكان من الممكن أن يحدث هذا مع المسيح لو سارت الأمور في مسارها، لكن الله في هذا الامر، كان مسيطرًا تمامًا. فطلب اليهود من بيلاطس أن تُكسر سيقان المصلوبين ويُرفعوا، وقد أصدر بيلاطس الأمر، وبدأ جنوده في التنفيذ. .. لكنهم لم يكسروا ساقي يسوع لأنهم رأوه قد مات.

وجاء أحد العسكر، وغرز حربته القاسية في جنب يسوع، فخرج دم وماء. ونلاحظ أن هذه الطعنة في جنب المسيح لم تكن عادة رومانية مُتَّبعة، ولا كانت أمرًا من بيلاطس. فماذا إذًا؟ إنها ببساطة «لكي يتم الكتاب».

لقد مات يسوع فعلاً. وكانت مشورة الله المحتومة قد خططت أمر دفنه في القبر الجديد لإكرام جسده القدوس.

نعم قارئي العزيز .. إن كان الصليب من جانب هو مأساة الدهور، لكنه في الوقت نفسه هو العمل الذي وضع أساسًا لنهاية كل المآسي. وإن كان قد ظهر عند الصليب أعظم شر، فقد نتج عنه أيضًا أعظم خير. وإن كان هو أفظع ظلم، لكننا أيضًا في الصليب نشهد العدل الدقيق، إذ استُعلِن بر الله. وإن كان الشيطان بَدَا وكأنه منتصر، لكن في الصليب وُضع أساس إبادته إلى أبد الآبدين.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net