الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 11 يناير 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اشتياق النفس
تَشْتَاقُ بَلْ تَتُوقُ نَفْسِي إِلَى دِيَارِ الرَّبِّ. قَلْبِي وَلَحْمِي يَهْتِفَانِ بِالإِلهِ الْحَيِّ ( مزمور 84: 2 )
بدأ بنو قورح مزمور 84 بتعجُّب «ما أحلى مساكنك يا رب الجنود!» وهذا من شدة الاشتياق للوجود في محضر الرب. ولقد عبَّروا عن مدى اشتياق نفوسهم للوجود في محضر الرب بالقول: «تشتاقُ بل تتوق نفسي إلى ديار الرب». ومن شدة الاشتياق كاد أن يُغمى عليهم؛ فكلمة ”تتوق“ تعني ”كاد أن يُغمى عليه“. وقد تم فيهم المكتوب «إلى اسمك وإلى ذِكرَك شهوةُ النفس. بنفسي اشتهيتُكَ في الليل» ( إش 26: 8 ، 9).

وقد وصف بنو قورح أيضًا اشتياقهم للوجود في محضر الرب بالقول: «كما يشتاقُ الإيَّل إلى جداول المياه، هكذا تشتاقُ نفسي إليكَ يا الله. عطِشت نفسي إلى الله، إلى الإله الحي» ( مز 42: 1 ، 2). ومعروف أن الإيَّل بعد مطاردة الصيادين تكون قد قطعت المسافات الطويلة، باذلة أقصى جهد، فتُصاب بإعياء وعطش شديد، وعندما تصل إلى المياه - قبل أن تشرب - تنزل بجسمها كله في المياه، لترطيب جسدها من شدة الإعياء. وغرض المؤمنين من الوجود في محضر الرب هو ”شبع القلب والراحة عند قدميه“ «قلبي ولحمي يهتفان بالإله الحي». القلب يعبِّر عن الحالة الداخلية، واللحم يعبِّر عن الحالة الخارجية. فعندما يفيض القلب يجعل كيان الإنسان كله ملتهبًا «فاضَ قلبي بكلامٍ صالح. مُتكلِّمٌ أنا بإنشائي للملك. لساني قلمُ كاتبٍ ماهِر. أنتَ أبرعُ جمالاً من بني البشر» ( مز 45: 1 ، 2). فاض القلب فنطق اللسان هتافًا بالإله الحي.

«العصفورُ أيضًا وجدَ بيتًا، والسنونة عُشًا لنفسها حيث تضعُ أفراخها، مذابحَكَ يا ربَّ الجُنود، ملكي وإلهي» ( مز 84: 3 ). إن العصفور أو السنونة بعد القيام برحلة طيران ربما تستغرق ساعات يجمع فيها البذور، يرجع إلى بيته ليجد الراحة، ويقدم ما التقطه من الحقل لأفراخه. «مذابحك يا رب الجنود، مَلكي وإلهي» والمذبح موضوع للتقدمات. وهذا ما يريده الرب منا «تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلاءٍ واستريحوا قليلاً» ( مر 6: 30 ). وأيضَا «كونوا أنتم أيضًا مَبنيين – كحجارة حية – بيتًا روحيًا، كهنوتًا مقدسًا، لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح» ( 1بط 2: 5 ).

تحت ظلكَ حبيبي أشتهي أن أجلسَ
حيثما كلُ ابتهاجي حيثما أنسى الأسى

منسى ملاك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net