الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 17 يناير 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
فأحبَّ الشعب (2)
فَأَحَبَّ الشَّعْبَ. جَمِيعُ قِدِّيسِيهِ فِي يَدِكَ، وَهُمْ جَالِسُونَ عِنْدَ قَدَمِكَ يَتَقَبَّلُونَ مِنْ أَقْوَالِكَ ( تثنية 33: 3 )
تأملنا في الأسبوع الماضي في كلمات تثنية 33: 3 ونواصل اليوم المزيد من التأملات فنقول:

ثالثًا: تعليم ونُصح «وهم جالسون عند قدمِكَ»: إن المكان الوحيد الذي فيه نستطيع أن نتعلَّم من الرب هو «عند قدمهِ». هناك جلست مريم التي من بيت عنيا تُصغي إلى كلامه، وتتمتع بالنصيب الصالح الذي اختارته والذي لن يُنزَع منها. وكلمة ”نَصيب“ تعني ”حصة“ أو ”قسمًا من شيء ما“. وهي نفس الكلمة المُستخدمة في كولوسي 1: 12 لوصف الشركة التي وُهبت لنا في ميراث «القديسين في النور».

إن الجلوس عند قدم مُعلِّم في الكتاب المقدس يُعبِّر عن حالة شخص يرغب في أن يتعلَّم. مثالاً لذلك نجد أن بولس تربى عند قدمي غمالائيل مُعلِّم الناموس. إن هذه الكلمات توحي بالتواضع والرغبة في التعلُّم. لكن لا نستطيع أن نفكر في هذه الكلمات بدون التأمل في سلوك المُعلِّم الذي نجلس عند قدمه. تأمل في مريم وهي جالسة عند القدمين المباركتين للشخص الذي عرفت سلوكه وطريقه. إنها وهي تصغي إلى مشورات الحكمة من شفتيه، عرفت أنها كانت متوافقة تمامًا مع طريقه. لقد عرفت «مِمَّنْ تعلَّمت» ( 2تي 3: 14 ).

رابعًا: الرد أو الاستجابة «يتقبَّلون من أقوالك»: يجب أن يكون هناك استجابة لمثل هذه المحبة، ولمثل هذه العناية، ولمثل هذا التعليم. والفعل المُترجم «يتقَبَّلون» له عدة تطبيقات: (1) أن يُقْبَل شيء ما (2) أن يُحمَل شيء ما. وبما أن الرب قد عرَّفنا بالكلام الذي أعطاه الآب ليُعطيه لنا، فنحن نقبل بسرور مثل هذه الرسائل المُبهجة والمُفرحة. لكن يبدو أن الفكرة تذهب إلى أبعد من ذلك. فيجب علينا أن نحمل تلك الكلمات معنا إلى بيوتنا، وإلى حياتنا الشخصية، وإلى أقربائنا وإلى أماكن عملنا.

لكن هناك معنى آخر لكلمة «يتقبَّل» هو أن ”يتمسك“ أو ”يُذيع“ أو ”يُعلن“. لقد وعظ الرسول بولس أصدقاءه وأحباءه في فيلبي أن يعيشوا عيشة خاصة. لقد ذكَّرهم أنه ”في وسط جيلٍ مُعوَّج ومُلتوِ يجب أن يُضيئوا بينهم كأنوار في العالم. مُـتمسكين بكلمة الحياة“ ( في 2: 14 -16).

ليتنا كمؤمنين نتجاوب مع التعاليم المرتبطة بهذه الآية الجميلة ( تث 33: 3 )، بأن نطبِّقها في حياتنا الشخصية.

حلقك أيا حبيبي كله مشتهياتْ
روحُكَ القدوس ربي هو نبع التعزياتْ

كروسبي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net