الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 25 يناير 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مقاصد الأزل
إذْ سَبَقَ فَعَيَّنَنَّا لِلتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ لِنَفْسِهِ، حَسَبَ مَسَرَّةِ مَشِيئَتِهِ ( أفسس 1: 5 )
يا أبانا الصالح كم نشكرك من أجل مشروع الأزل، عندما قرَّرَت محبتك أن تستحضر البشر أمثالنا إلى بيتك، فعينتنا للتبني بابنك حسب مسرة مشيئتك يا أبانا. وبالحب اختارنا الله فيه لنكون قديسين وبلا لوم قدامه، أجمل ما يمتع به عينيه للأبد، بل ويتقاسم معنا عبير المحبة الأبوية طوال الأبدية؛ يوم يكمل مشروع الأبد في بيتك يا أبانا. ما أعظمه مشروعًا يليق بنعمتك!

ولكي تتمم مشروعك يا أبانا هيأت بنفسك جسدًا لابن محبتك، وبعدها سِرتما كلاكما معًا رحلة تجسده الفريدة. ما أجملها رحلة المعادلة الحقيقية بين الآب وابنه، رحلة الشركة الفريدة ووحدانية الغرض المجيدة بين أقانيم اللاهوت! كما سرت معه يا أبانا الرحلة حتى الصليب فسِرتما كلاكما معًا لتتميم مشروع المحبة للإنسان. ولا يمكن أن ننسى عملك الذي عملته باقتدار في ابنك يوم قُدِّم محرقة ولم تُشفق على حب الأبوة يا أبانا، ليفيض حبك للبشرية كلها. وما أروعك يا أبانا بعد أن تم عمل الجلجثة، وبعد أن أقمت ابن المحبة بمجدك يا أبانا، نجدك تقدِّم له هدية الدهور؛ نحن كنيسته هديتك له. ما أغلاها كُلفة وأحلاها هدية تليق بشخصك!

ولم تكتفِ يا أبانا في محبتك بما فعلت في ملء الزمان. ولكنك على مرّ الزمان دعوت قديسيك دعوَتك المُلزِمة أيضًا بالمحبة. فألزمنا الروح القدس بالدخول إلى دوائر نعمتك، فصار مَن كانوا خطاة سكان بيت النعمة. بل ما أسمى مشروعك يا أبانا وأنت تخطط لسكان بيت نعمتك أن يتمتعوا بحب اللاهوت، أقصد حب الآب للابن بل ويمتلكوه في قلوبهم وذلك من خلال الابن المبارك. ما أرفع مقامنا وأغنى قلوبنا بإلهنا!

وكم هي بركة عجيبة وامتياز مجيد يسند قلوبنا في صحرائنا المُقفرة أن نتعرَّف على مخططات الأزل ونشاركك يا أبانا سرورك بمشروعك العظيم (مشيئتك) في حياتنا، وأن نتذوق في دواخلنا حقيقة ما ينتظرنا من مجد، فنهتف: يا لسعدنا بإلهنا الساند قلوبنا في طريقنا لبيتنا!

يا أبانا المحب: إننا نتوسل إليك أن تعيننا لنتغرَّب بالحب عن هذا العالم، ولنبذل بالحب من أجل كل إنسان، ليُستعلَن للعالم حولنا حب الآب لنا، ويلمع أمام العالم مَن هو إلهنا وأبونا المُحب للبشر، ومَن هم أتباعه مُحبي البشرية.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net