الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 6 يناير 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يسوع في العُرس
وَدُعِيَ أَيْضًا يَسُوعُ وَتلاَمِيذُهُ إِلَى الْعُرْسِ ( يوحنا 2: 2 )
يميل البعض إلى الاعتقاد بأن أسمى أنواع التدين يقترن بالصرامة والعبوس. وإنه كلما ازداد المؤمن شركة مع الله، كلما كان خشنًا ومنعزلاً عن الناس. ويتخذون مثالاً لهذا بعض الأنبياء القدامى الذين كانوا يسكنون في عزلة الصحاري والجبال، ويظهرون بين الوقت والآخر ليصبوا في آذان الناس إنذارات الله الشديدة المخيفة. فهكذا كان يوحنا المعمدان؛ الصحراء بيته، والجراد والعسل البري طعامه، ووَبر الإبل ومنطقة الجلْد لباسه.

ولكن هذا وإن كان ملائمًا لبعض أولئك الأنبياء بسبب طبيعة خدمتهم، إلا أنه ليس أسلوبًا ملائمًا للمؤمن في العهد الجديد. فالانعزال والزهد، أو الصرامة والشدة بعيدة عن أسلوب الحياة المسيحية كما يوضحه العهد الجديد. فما فائدة الملح إذًا؟ وإذا بَنَت القداسة ثلاث مظال في أعلى الجبل، فما الفائدة التي تعود على ذوي القلوب الكسيرة ممن حطمهم الشيطان في السفح؟ إن هذه على الأقل ليست رسالة المسيح، بل هو يقول: اذهبوا إلى أورشليم والسامرة، وإلى المدن المزدحمة، وإلى بيوت الناس، وعيشوا بينهم مُظهرين رسالة المسيح في طهارتها وتعليمها. ولا تمنعوا الأولاد من أن يأتوا إليكم، ولا العشارين والخطاة من أن يقتربوا منكم. وكل ما أطلبه منكم هو أن كل ما تأكلونه وتشربونه، وكل عمل تؤدونه، إنما يكون كله لمجد الله.

ولقد أمضى الرب السنين السابقة لخدمته في بيت وليس في صحراء. وأتى يأكل ويشرب، وكان يتحرك بين الناس كواحد منهم. وامتزجت حياته بحياة البيت والسوق والشارع، ثم ها هو يعمل معجزته الأولى في حفل عرس.

يقول الكتاب: «ودُعيَ أيضًا يسوع وتلاميذه إلى العُرس». ولا شك في أن أصحاب العُرس كانوا عاديين وليسوا من أصحاب الثراء، إذ إن الخمر التي قُدِّمت لم تكن من نوع جيد، كما أنها لم تكن بكميات متوفرة. ولكنهم دعوا يسوع. وكان حضوره سبب فرح وسرور ولا يخبرنا الكتاب المقدس شيئًا عن أصحاب العرس أو عن العريس والعروس، أو عن مدى معرفة هؤلاء الناس بالرب. ولكن الحقيقة تظل كما هي: أن يسوع دُعي مع تلاميذه إلى العُرس، وأنه كانت لدى أصحاب العُرس رغبة في أن يكون الرب وتلاميذه بين ضيوف ذلك الحفل الذي فيه يتم أعظم أنواع الفرح الأرضي. يا لهم من قوم سعداء أن يكون الرب هناك! ويا لها من بداية مباركة للحياة الزوجية.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net