الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 11 أكتوبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جودة التعليم
مُقَدِّمًا فِي التَّعْلِيمِ نَقَاوَةً، وَوَقَارًا، وَإِخْلاَصًا، وَكَلاَمًا صَحِيحًا غَيْرَ مَلُومٍ، لِكَيْ يُخْزَى الْمُضَادُّ ( تيطس 2: 7 ، 8)
يستعرض بولس بالروح القدس أمام تيطس أربعة شروط لجودة التعليم:

أولاً: من حيث المضمون: نقاوة: يتعيَّن على مَن يُعلِّم مراعاة أن تخلو كلماته من زغل الفلسفات الإنسانية، أو تِبن الأركان العالمية الضعيفة، وتمتلئ مِن أقوال الله الصالحة. ويكون في التعليم «نقاوة» عندما يتضاءل ما هو من إنشاء الجسد ويزداد ما يُنشئه الروح القدس، الذي يُسَرّ أن يُعلن المسيح ابن الله المحبوب، روح النبوة وقلب المكتوب.

ثانيًا: من حيث الأسلوب: وقارًا: قد يكون الهدف من الوعظ أو التعليم واضحًا، والمضمون صحيحًا لكن الأسلوب غير لائق. يليق بِمَن يُقدِّم التعليم أن ينتقي الألفاظ والتعبيرات الجليلة، ويُقدِّمها بأسلوب وَرِع. والوعظ بوقار ليس معناه أن يستخدم المُتكلِّم ألفاظًا عتيقة وعسرة الفهم، كلا بل الوقار معناه أن تمتزج العبارات - حتى وإن كانت عامية وبسيطة - بالخشوع والمهَابة اللائقة بالحضرة المقدسة.

ثالثًا: من حيث الدافع: إخلاصًا: مَنْ يتكلَّم بإخلاص هو الذي يتكلَّم بضمير طاهر، ويقول الصدق في المسيح. هو شخص لا يطلب ما لنفسه، تخلو تعليقاته وتأملاته من أي إدّعاء أو رياء أو مُحاباة لأحد. هو الشخص الذي لا يتملَّق إنسانًا ولا يملث أحدًا. يتكلَّم وأمامه غرض واحد وهو اعتبارات مجد سيِّده. لا يسعى لإرضاء السامعين أو لمدح من أحد، أو حتى لإشباع رغبة ذاتية في النجاح والتألق، خصوصًا أن المواهب الشفوية وخاصة المنبرية تجعل أصحابها تحت الأضواء. أيضًا الإخلاص في تقديم التعليم معناه أن يكون المتكلِّم شفافًا وواضحًا، ولا يستخدم خدمة الكلمة في توصيل أفكاره الخاصة أو نظرية مقتنع بها ليقنع بها السامعين.

رابعًا: من حيث الدِقة: كلامًا صحيحًا غير مَلُوم: مَن يُعلِّم شعب الرب يجب أن يكون مُدقِّقًا وأمينًا في كل ما يقول. إن ذكَر في حديثه حقيقة علمية قد سبق له أن قرأها أو سمعها يجب أن يتحقق من صحتها قبل أن يقولها لشعب الرب. وإن نقل خبرًا سمعه، يجب أن يتحقق مِن دقته حتى لا يزعج السامعين دون داعِ لذلك. إن ذكَرَ إحصائية أو رقمًا ليراعي أن يكون دقيقًا وخاليًا مِن أي مُبالغة تُثير شكوك السامعين. ليحذر كل مُتكلِّم مِن فخاخ الإشاعات التي لا أساس لها من الصحة والتي قد يسمعها المُتكلِّم ويُصدِّقها ويُردِّدها فيتداولها السامعون وقد تكون النتائج مُرَّة.

أيمن يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net