الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 12 أكتوبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الشجرتان
الَّذِي حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ (الشجرة) ( 1بطرس 2: 24 )
لماذا يُقال عن صليب ربنا المبارك إنه ”خَشَبَة“ أو ”شجرة“. لا شك أن الروح القدس يقصد أن يُشير إلى ما جاء في تكوين2: 9 عن «شجرة معرفة الخير والشر». وهناك بعض أوجه التشابُه بين الشجرتين:

(1) كِلتا الشجرتين قد غُرستا في بستان؛ الأولى في جنة عدن، والثانية في بستان غير معروف «وكان في الموضع الذي صُلب فيه بستانٌ» ( يو 19: 41 ). ألا نجد في هذا القول ما يدعونا للربط بين الشجرتين؟ ألا نرى هنا نقطة شِبه مُثيرة أن آدم الأول وآدم الأخير كليهما ماتا في بستان؟

(2) فيما يتعلَّق بالشجرتين نجد هذا القول: «في الوسط»؛ «وشجرة الحياة في وسط الجنة، وشجرة معرفة الخير والشر»، هناك ارتباط بين الشجرتين أنهما كانتا في وسط الجنة ( تك 2: 9 ). وبالمثل نقرأ فيما يختص بالمُخلِّص «صلبوه، وصلبوا اثنين آخَرَين معه من هنا ومن هنا، ويسوع في الوسط» ( يو 19: 18 ).

(3) كلاهما كانتا لمعرفة الخير والشر: أين في كل العالم أو في كل الكتب المقدسة نجد معرفة الخير والشر مثلما نجدها عند الشجرة الثانية، الصليب؟ هناك نجد الخير متجسدًا، هناك نُعاين قداسة الله مُعلَنة بصورة لا نجدها في أي مكان آخر. هناك نكتشف المحبة التي لا تُدرَك، والنعمة الإلهية تُستعلن بصورة لم تكن من قبل أو بعد، لكن هناك أيضًا نرى الشر في بشاعته، والخطية في شناعتها. هناك نشاهد ذروة شرور الإنسان المخلوق في نور حضور الله القدوس. نعم، الصليب هو أيضًا شجرة معرفة الخير والشر.

(4) لقد «رأت المرأة أن الشجرة جيدةٌ للأكل، وأنها بهجة للعيون، وأن الشجرة شهية للنظر» ( تك 3: 6 )، ولا شك أن الشجرة الأخرى «جيدةٌ للأكل» أيضًا. إن صليب المسيح وكل ما يرمز إليه هو الغذاء الذي يقيم أود المؤمنين. إنه للنفس جيد للأكل، وما أبهجه لعيون الإيمان! هناك نرى كل خطايانا قد مُحيت. هناك نرى الإنسان العتيق قد صُلب. هناك نرى الأساس الذي عليه يمكن أن يتقابل الله القدوس مع الخاطئ المُذنب. هناك نرى العمل الكامل الذي قام به فادينا الكريم. نعم، إن الصليب شجرة «شهيةٌ للنظرِ». إن هذه الشجرة الثانية تُصَيِّر الإنسان حكيمًا، ونحن نكرز بالصليب ليس فقط «قوة الله» بل أيضًا «حكمة الله»، ومعرفة هذه الشجرة الثانية تُصيِّر الخاطئ ”حكيمًا للخلاص“.

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net