الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 21 أكتوبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يسوع هذا .. سيأتي
إِنَّ يَسُوعَ هذَا الَّذِي ارْتَفَعَ عَنْكُمْ إِلَى السَّمَاءِ سَيَأتِي هكَذَا كَمَا رَأَيْتُمُوهُ مُنْطَلِقًا إلى السَّمَاءِ ( أعمال 1: 11 )
هذه كلمات جميلة ولها قوتها في تدعيم الحق الإلهي السامي، حق رجوع الرب بنفسه مرة أخرى لاختطاف المؤمنين. رربما يتخيَّل البعض أن بهذه الكلمات تكرارًا، ولكن حاشا أن يكون هذا في كلمة الله، فكل كلمة لها معناها الخاص وتشغَل مكانها بحكمة إلهية. ومن هذه العبارة الجميلة نرى أن الرب يسوع الذي ترك هذه الأرض وصعد إلى السماء على مرأى من جماعة من الشهود الأُمناء، سيأتي هكذا كما رأوه منطلقًا إلى السماء. ولكن كيف انطلق؟ لقد صعد فعلاً نفس الشخص الذي سبق أن عاش معهم، ورأته عيونهم، وسمعته آذانهم، ولمسَته أيديهم، وأكل معهم، لا بل «أراهم أيضًا نفسه حيًا ببراهين كثيرة» نعم، سيدنا المبارك هذا «سيأتي أيضًا».

ويمكننا أن نسأل هنا، مَن الذي رأى الرب عندما صعد؟ هل رآه العالم؟ كلا. إن شخصًا من غير المؤمنين الحقيقيين لم يَره منذ أن وُضع في القبر. فالنظرة الأخيرة التي وقعت من العالم عليهِ كانت وهو معلَّق على الصليب، منظرًا للناس والملائكة والشياطين. والنظرة التالية التي ستقع عليه من العالم هي عندما يرجع ليُجري الدينونة المُريعة، عندما يدوس معصرة غضب الله القادر على كل شيء. وما أرهب هذا الفكر!

إن خاصة الرب، الذي تمتعوا برؤيته عند قيامته، هم، دون غيرهم، الذين رأوه وهو صاعدًا. وقبل أن يتركهم مكث معهم أربعين يومًا يثبِّت قلوبهم ويعزيهم ويقويهم ويشجعهم بطرقٍ كثيرة، نجدها مدوَّنة على صفحات الوحي الإلهي. وعندما قصد أن يفارقهم «أخرجهم خارجًا إلى بيت عنيا. ورفع يديه وباركهم. وفيما هو يباركهم انفرد عنهم، وأُصعِدَ إلى السماء» ( لوقا 24: 50 ، 51).

وفيما كانوا يشخصون إلى ذلك المنظر الرائع أرسل إليهم هذه الشهادة الثمينة بواسطة الملاكين اللذين قالا لهم: «يسوع هذا» - ليس غيره، ولا مَن يُشبهه، بل يسوع نفسه، مُحبهم العطوف المُنعِم غير المتغير – سيأتي هكذا.

وكما نقرأ في كلمة الله «على فم شاهدين وثلاثة تقوم كل كلمة» ( 2كو 13: 1 )، وهكذا من فم الرسولين السماويين، نقبل الكلمة الثابتة عن مجيء ربنا يسوع المسيح ثانيةً، مجيئه بصورة مُجسَّمة، لتراه عيون خاصته، دون عيون سواهم. إن هذا الحق مبارك، وتوضحه هاتان الكلمتان العميقتان «هكذا كما».

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net