الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 25 أكتوبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تجاوب الإيمان
وَظَهَرَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ وَقَالَ: لِنَسْلِكَ أُعْطِي هَذِهِ الأَرْضَ. فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ الَّذِي ظَهَرَ لَهُ ..وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ ( تكوين 12: 7 ، 8)
إن الشيء الذي كان سَندًا لإيمان أبرام في غربته نجده في هذه الكلمات: «وظهر الرب لأبرام وقال: لنسلك أُعطي هذه الأرض». ولنلاحظ تكرار هذه العبارة «وظهر الرب .. الذي ظهر له». ولنلاحظ أيضًا أن امتلاك الأرض وُضع أمام أبرام كشيء مستقبل. لقد رأى الملك في بهائه، كما رأى وطنه من بعيد، فواصل مسيرته كغريب ونزيل على ضوء مجد الله الذي دعاه، وبركات الوطن الذي كان ماضيًا إليه. وفي العهد الجديد نقرأ «لأنه كان ينتظر المدينة التي لها الأساسات»، وأيضًا «الآن يبتغون وطنًا أفضل، أي سماويًا» ( عب 10: 11 ، 16).

هكذا الحال معنا عندما يكون المسيح وحده أمامنا في مجده، وبركات البيت السَّماوي الذي نحن ذاهبون إليه، نحمل طابع أُناس غرباء ونُزلاء. فلا يكفينا أن نعرف تعليم المسيح، وأن السماء أمامنا في نهاية المطاف، لكن ينبغي أن يكون فينا ذات الشوق الذي كان في قلب الرسول الذي قال: «لأعرفَهُ»، و«أسعى لعلي أُدرك الذي لأجله أدركني أيضًا المسيح يسوع» ( في 10: 3 ، 12). وإذ نأخذ مركزنا اللائق خارج العالم إجابةً للدعوة الإلهية، نستطيع أن ننمو في معرفة الرب صدقًا لقوله: «الذي عندهُ وصاياي ويحفظها فهو الذي يُحبني، والذي يُحبني يُحبه أبي، وأنا أُحبُّهُ، وأُظهر له ذاتي» ( يو 21: 14 ).

إذ ظهر الرب لأبرام نقرأ إنه في الحال «بنى مذبحًا للرب»، وهذا العمل يُكلِّمنا عن السجود. وفي الرسالة إلى العبرانيين نرى أن الذين يخرجون إلى المسيح خارج المَحلَّة لا يحملون فقط صفة الغرباء كأُناس ليس لهم هنا مدينة باقية، بل يصبحون أيضًا ساجدين يقدمون به لله في كل حين ذبيحة التسبيح ( عب 13: 13 - 15). هذا ونلاحظ أن أبرام لم يتحقَّق فقط مجد ذلك الوطن الذي رآه من بعيد، بل رأى أيضًا مجد ذلك الشخص الذي ظهر له. لقد قادته العطية إلى الشكر، لكن ظهور المُعْطِي قاده إلى السجود؛ فالسجود هو فيض القلب الذي امتلأ بمجد الشخص الذي نتعبَّد له.

«ودعا باسم الرب»، وهذا يُكلِّمنا عن الاتكال على الرب، فمهما كانت حاجات أبرام، ومهما كانت أعوازه كغريب، ومهما كانت المقاومات التي تعترض طريقه، ومهما كانت التجارب، كان له مصدر واحد لا ينضب هو الرب، فاستطاع أن يدعو باسم الرب.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net