الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 26 أكتوبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خادم البشرية العظيم
لسْتُ أَنَا نَبِيًّا. أَنَا إِنْسَانٌ فَالِحُ الأَرْضِ ( زكريا 13: 5 )
«لست أنا نبيًا»: سيدنا المجيد وآذاننا تسمعك تقول: «لست أنا نبيًا» تحَار قلوبنا فينا لأنه مَن يُدانيك بين الأنبياء؟ أنت الوحيد العالِم غيب المخلوق وغيب الخالق وما احتقرت مخلوقًا. كل الأنبياء نيابةً عن الله تكلَّموا، وأما أنت سيدي فتكلَّمت بلسان الله ولسان نفسك مُعادلاً نفسك بالحق بالله قائلاً: «أما أنا فأقول لكم». أنت موضوع النبوات كلها بل مشغولية الأنبياء. أنت الفريد الذي استطعت أن تقول: أنا من البدء ما أُكلمكم أيضًا به. فأنت النبي سيدي والنبوة هي كيانك. ما أجملك كاشفًا خفايا القلوب معلنًا حتى للفجار نبوتك، فخشَعَت السامرية أمامك «أرى أنك نبي»! وما أروعك غير مكتفٍ بهذا ولكنك تؤكد أنك أتيت ليس للنبوة فحسب، ولكن لتزيل أشواك حياتنا وتفلح القلوب الميتة؛ أنا إنسان فالح الأرض (القلب). أمام مقاصد خدمتك للبشر يخرّ البشر تعبدًا لك.

«أنا إنسان»: ولكي تتم أشواقك من نحونا اقتربت جدًا منا لابسًا بشريتنا فقالت عنك المرأة السامرية الجنس: «إنسان قال لي كل ما فعلت، أ لعل هذا هو المسيح!». ولكن عجبي سيدي وأنت تقولها بفمك الكريم: أنا أنسان ”أنا إنسان كلَّمكم بالحق“. وما أروعك إنسانًا ولم تكف عن كونك الإله. وما أجملك الإله ظاهرًا في الجسد وما كنت قط مجرَّد إنسان؛ إذ فيك حلَّ كل ملء اللاهوت سيدي. ولم تكتفِ في محبتك سيدي باقترابك منا، ولكنك وضعت نفسك تحت إمرة كل إنسان تفتح النعمة عينيه ليرى جمالاً في شخصك، فلديك استعداد سيدي لتخدمه كعبد «إنسان اقتناني (كعبد) منذ صباي». ما أجملك بين البشر متمنطقًا لخدمة البشر!

«فارغًا أفنيتَ قدرتي» ( إش 49: 4 ) لم يقف مشوار محبتك سيدي عند حد كشف قلوبنا وحلولك بيننا مقتربًا منا متمنطقًا بمنشفة العبد خادمًا لمَن يشاء، ولكنك بكل الحب والنشاط لبني الإنسان أفنيت قدرتك! وفي نشاطك نتابعك حاسبًا للوقت اثنتين وأربعين مرة (على الأقل) أثناء خدمتك. وما أعجبك ولا مكان للطعام في قاموس خدمتك سيدي مرة ومرتين. وما أجود قلبك غير مكتفٍ بعطائك الجسدي والذهني المتفاني، ولكنك تحنَّنت مرات وتنهدَّت أخريات؛ فإننا نخشع أمام عطاء مجاني بلا حدود لمَن لا يستحقون. ما أجودك يا ابن الإنسان في إفناء قدرتك محبةً في البشر.

إلهنا العظيم .. أمام نور نبوتك وإصرار محبتك لإفناء قدرتك لإفلاح قلوبنا وندرة أثمارنا فينا، لا يسَعنا إلا أن نطوِّب نفوسنا بإلهنا الذي لن يفشل فينا.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net