الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 5 أكتوبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تعلَّم الطاعة
مَعَ كَوْنِهِ ابْنًا تَعَلَّمَ الطَّاعَةَ مِمَّا تَأَلَّمَ بِهِ ( عبرانيين 5: 8 )
يا عجبًا كل العجب! الابن، المُبارك إلى الأبد، يقول عنه الروح القدس: «تعلَّمَ الطاعة»؛ عرف حقيقة الطاعة. وضعَ نفسَهُ، وتنازل عن هالة مجده! وقد وصف الروح القدس الطاعة الكاملة، الطاعة بلا تحفظ، الطاعة مِن كل النواحي، وصفها بأنها «طاعة المسيح» ( 2كو 10: 5 ). وهي الطاعة التي قدَّسَنَا لها الروح القدس. ونفهم مِن القرينة الكتابية أن الطاعة التي على قياس وأنماط طاعة ربنا يسوع المسيح هي منحة إلهية؛ هبة مِن الله بالروح القدس. فكما أن «رش دم يسوع المسيح» هو امتياز حصلنا عليه بتقديس الروح القدس، كذلك هي الطاعة المثالية التي يهون معها موت الصليب ( 1بط 1: 2 ؛ في 2: 8).

ولنفتح صدورنا هنا لكي نستنشق نسيم هذه الطاعة في شخص سَيِّدنا مقدام الطائعين. ففي مزمور 40: 6 نستمع إلى صوت سَيِّدنا في الأزل: «بذبيحةٍ وتقدمةٍ لم تُسَرّ. أُذنيَّ فتحت». ويجيء كاتب رسالة العبرانيين، وفي الأصحاح العاشر ليقول: «لذلك عند دخولهِ إلى العالم – من ذاتهِ، وحبًا في إشباع قلب الله - يقول: ذبيحةً وقربانًا لم تُرِد، ولكن هيأتَ لي جسدًا». فالترجمة السبعينية تُفسِّر لنا معنى «أُذنيَّ فتحت» بأنه تهيئة جسد للرب يسوع. أعني أن الجسد الذي تهيأ أو أُعِدَّ له في مشورات الله، وتمَّ في مولده مِن المُطوَّبة مريم، كانت الغاية منه أن يسمع بأُذنيه. وكأن هذه هي شريعة الله منذ القديم بالنسبة للإنسان لكي يُهيء للإنسان غريزة السمع والطاعة، أن تكون ذرات التراب التي نفخ فيها فصار آدم نفسًا حية ذا جسد سامعًا ناطقًا متحركًا. فلكي يتسنى لآدم أن يطيع يجب أن يسمع أولاً. وهكذا تهيأت أو أُعدت للسَيِّد المُطاع وسيلة السمع سبيلاً لتعلُّم الطاعة. له كل المجد.

وخطوة أخرى: فلما أخذ المسيح ذاك الجسد، وسار فيه على الأرض، كان مفتوح ”الأُذُن“ لكي يسمع – إن جاز التعبير – تعليمات الآب كل يوم بيوم «يوقظ كل صباح، يوقظ لي أُذنًا، لأسمع كالمتعلِّمين. السيِّد الرب فتحَ لي أُذنًا وأنا لم أُعاند» ( إش 50: 4 ، 5).

أمام هذا جميعه ماذا عسانا أن نقول لك يا سَيِّدنا، يا مَن ذهبت أمام الخراف، وقد شدَّدت بالإيمان أزْرنا حتى نتبعك، لأننا نعرف صوتك؟

أديب يسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net