الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 8 أكتوبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شفاء المسيح وعواطفه
وَجَاءُوا إِلَيْهِ بِأَصَمَّ.. فَأَخَذَهُ.. وَرَفَعَ نَظَرَهُ نَحْوَ السَّمَاءِ، وَأَنَّ.. وَلِلْوَقْتِ انْفَتَحَتْ أُذْنَاهُ .. وَتَكَلَّمَ.. ( مرقس 7: 32 - 35)
خرج الرب من تخوم صُور وصَيدَاء وجاء إلى الجليل ( مر 7: 31 )، حيث وجد نفسهُ في وسط شعبه الذي كان قد رفضهُ حقيقةً. فكان الرب عالمًا أن ذلك الشعب المحبوب قد هلك، ولا يتوقع لهُ شيئًا إلا الخراب والدمار. وهنا أتوهُ بِأَصَمّ أَعْقَد وطلبوا منهُ أن يضع يدهُ عليهِ ليشفيهِ. فأخذه من بين الجمع على ناحية، ووضع أصابعهُ في أُذُنيهِ، وتَفَلَ ولمَس لسانهُ، ثم رفع نظرهُ نحو السماء، وأنَّ. صحيح أن القوة لم تنفك عنه، غير أن الحزن قد أثقل قلبهِ، لأن الشعب كان بالحقيقة أصم عن سماع صوت الراعي الصالح، ولسانهُ مربوطًا غير قادر على تسبيح الله.

وأنَّات الرب يسوع إنما تُمثل شعورهُ، كما أن حال ذلك الإنسان البائس تُمثل شعب الله المحبوب. وكان الرب يستطيع أن يعمل معهم نفس العمل الذي عملهُ مع ذلك الرجل الأصَمّ الأَعْقَد، لو أنهم فقط انتبهوا وأتوا إليهِ. ويا ليتهم كانوا قد فعلوا ذلك، وتمتعوا بمحبة ذلك الذي مشوراتهُ لا تتغير، وقد اتجهت نحوهم، رغمًا عن معاملتهم السيئة لهُ. ولم يكف الرب أن يُظهر لهم دائمًا الجود والصلاح، ولا سيما نحو المحتاجين منهم، إلى أن حانت الساعة المُعيَّنة لكي يُصلَب ويموت.

ولا شك أن الرب كان بملء محبتهِ هناك، وقد تصرَّف وفقًا لتلك المحبة. فتطلَّع نحو السماء؛ ينبوع المحبة والقوة. فإذا تأملنا بنظرة المسيح نحو السماء، وشاهدنا أنَّة قلبهِ عند مُعاينتهِ صَمم الشعب عن سماع صوت الله، وانعقاد لسانهِ عن تمجيدهِ، وإذا أمعَنا النظر بشعور قلبهِ المُطابق لعواطف السماء، والظاهر في معاملتهِ للقوم القُساة الرقاب، لرأينا مشهدًا مؤثرًا جدًا. فإننا نجد هناك حقيقة المحبة المرفوضة من البشر، وفي الوقت ذاته نجد عواطف السماء التي مَثَّلها بحياتهِ على هذه الأرض المنكودة.

وللوقت انفتحت أُذنا الأَصَمّ وانحلَّ لسانهُ. وأما الشعب فتأثروا تأثرًا وقتيًا، وأخذوا يُشيعون ما فعلهُ يسوع قائلين: «إنَهُ عملَ كل شيءٍ حسنًا! جعلَ الصُّم يسمعون والخُرس يتكلَّمون». فأعمال الرب تفتح الآذان، وتحمل القلوب الوضيعة على تسبيح الله والاعتراف بمحبتهِ، لكن وا أسفاه على الذين يصمُّون آذانهم عن سماع إله المحبة، إنهم «مثل الصلِّ الأصمّ يسُدُ أُذنهُ، الذي لا يستمع إلى صوت الحُواة الرَّاقين رُقى حكيم» ( مز 58: 4 ).

بنكرتن
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net