الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 11 نوفمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
العليم بكل شيء
يَا رَبُّ قَدِ اخْتَبَرْتَنِي وَعَرَفْتَنِي ... كُلَّ طُرُقِي عَرَفْتَ ... عَجِيبَةٌ هَذِهِ الْمَعْرِفَةُ ( مزمور 139: 1 - 6)
عِلْم الله الذي يُحيط بكل شيء حق عظيم ومُعزٍ لجميع أولاد الله. وككل صفة أخرى لله، عِلمه أيضًا لا يُدرَك ولا تُسبَر أغواره. هذه المعرفة الواسعة التي تُحيط بكل شيء صغير أو كبير، يَلِّذ للمؤمن أن يلهج فيها متأملاً لأنها تُشبع القلب باليقين المبارك بأن الذي معه أمرنا يعرف كل شيء وعليم بكل شيء.

إن الخواطر والأفكار التي سوف تخطر على بالنا، والتي سوف تشغل أفكارنا معلومة عنده. كل كلمة قيلت معروفة لديه. ما نعمل وحيثما نذهب في الجلوس والقيام، في الصحو والمنام، هو يرانا ويرى كل ما فينا وما حولنا. وليس عن علمه مهرَب، وعينه ترى في الخفاء كما في العلانية.

لمَّا كان ربنا يسوع هنا على الأرض كشف عن هذا العِلم الإلهي وبيَّنه. لقد عرف أفكار أعدائه من بعيد. عرف ما كان يدبرونه، وأظهر آراء قلوبهم قبل أن يبدأوا بتنفيذها. كما عرف أفكار تلاميذه، والخواطر التي كانت تُحيِّرهم، والمطامح التي كانت تجول في نفوسهم. كما عرف أحزانهم، وعرف حاجات طالبي معونته ورحمته. لقد عرف مكمَن الإستار في فم السمكة في قلب البحيرة. عرف كيف استقر هناك. عرف فم السمكة التي التقطته، ومستقَر سنارة بطرس التي اصطادتها. هذه معرفة عجيبة حقًا. ومع بطرس نحن نقول: «يا رب، أنت تعلم كل شيء» ( يو 21: 17 ). يا له من تأكيد يملأ القلب سلامًا! فقبل أن نبدأ صلاتنا إليه هو يعلَم ما سنقوله كما يعلم حاجات القلب. هو يرى ويعرف رغبات القلب وأشواقه، وجوعه وعطشه، وكل خواطر النفس. أحيانًا لا نجد الكلمات التي بها نعبِّر له عن أعوازنا ومشاعر قلوبنا، لكننا نستطيع أن نصرخ قائلين: «يا رب، أنت تعلم كل شيء». نعم نستطيع أن نأتي عند قدميه ولا ننطق بكلمة واحدة، ولكنه يقرأ أفكار قلوبنا وكل ما يجول فيها.

في طريقنا صعاب وأثقال، ولكن ما أحلى أن نقول: ”هو يعلم كل شيء“، ونطمئن إلى شخصه وعنايته وإرشاده. إن الإيمان يركن بثقة في كل حين إلى عِلمه الذي يُحيط بكل شيء، مما يقود إلى شركة أعمق والتصاق أكثر به، واتكال كامل على قدرته التي لا تُحد.

يا لعُمقِ عِلم ربي قد تعَالتْ حكمتهْ
وعجيبةٌ تجلَّتْ وسَمَت معرفتهْ

ج. أزوالد ساندرز
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net