الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 29 نوفمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الدُّخول إلى الأقدَاس
فَإِذْ لَنَا.. ثِقَةٌ بِالدُّخُولِ إِلَى الأَقْدَاسِ بِدَمِ يَسُوعَ، طَرِيقًا كَرَّسَهُ لَنَا حَدِيثًا حَيًّا، بِالْحِجَابِ، أَيْ جَسَدِهِ ( عبرانيين 10: 19 ، 20)
الكلمة المستعملة للتعبير عن الثقة هنا معناها ”حرية كاملة“. فنحن نأتى ليس كمَن لديهم بعض التحفظ في أذهانهم أو قلوبهم، ولا كمَن لديهم أشياء لم يؤتَ بها قط إلى نور محضر الله ونخشى ظهورها؛ كلا، إن الشفاه مفتوحة عن آخرها في اعتراف كامل بكل خطية، كما قالت المرأة السامرية: «هلُّموا انظروا إنسانًا قال لي كل ما فعلت». إن تلك العيون المقدسة كاللُّهب النارية اخترقت أعماق كيانها الداخلي مُفرِّقة بين النفس والروح، ومُميِّزة بين أفكار القلب ونياته. ولا شيء من خليقته كان مخفيًا عن نظره المقدس. إنه يرى كل ما يتعلق بنا، يعرف تفاصيل وكل سجلات ماضينا، ويعرف كل شيء يختص بحاضرنا. وعيناه تريان المستقبل أيضًا وتعرفان كل الطريق التي سنسلكها. فهل هناك بعد ذلك أي احتمال للاختباء أو الاختفاء من حضرته المقدسة؟ كلا، ومع ذلك فنحن لنا ثقة، لندخل إلى أقداسه بدم المسيح الغالي الثمين!

ولكن الاعتراف مزدوج: فنحن لا نعترف فقط بخطايانا وبتفاصيل سجل كل حياتنا، ولكننا أيضًا نعترف بأمجاد اسم المسيح الثمين، في حين تملأ القلب تسابيحه وأغاني حمده. وهكذا لنا ثقة - ليس الصمت وليس الخوف أو الإحجام - بل ثقة مقدسة في قوة الروح ككهنة، لتقديم البخور العَطِر ورائحة المسيح الزكية وغلاوتها أمام الله.

ولكن ما هو أساس حقنا هناك؟ إنه دم يسوع. هل لي ثقة الاقتراب إلى الله على أساس أني عرفته منذ سنين عديدة؟ أو أنه كان لي اختبار ماضِ سعيد؟ أو لأني كنت أقوم بخدمة أمينة للرب وقد أكرمته زمناً طويلاً؟ كلا، بل بدم يسوع؛ ذلك الدم الثمين الذي مجَّد الله، هو وحده أساس حقنا في الدخول إلى هناك.

وهذا الطريق الذي ندخل به، يقول الرسول إنه طريقٌ «حَديثٌ وحيٌّ». إن كلمة «حدِيثٌ» ليس معناها حديثًا أو جديدًا بالمقابلة مع ما هو قديم، بل إنها تعني «طريقًا مكرَّسًا حديثًا (بالذبيحة)»؛ طريقًا فتحته حديثًا الذبيحة التي قدمها المسيح بالمقابلة مع كل الذبائح التى كانت تُقدَّم تحت الناموس. كذلك هو أيضًا «طرِيقٌ حيٌّ»؛ فتحت الناموس كان اقتراب الإنسان إلى محضر الله موتًا، أما بالنسبة للمسيحي فالموت هو في البقاء بعيدًا. ويا له من فارق مبارك! فبفضل عمل المسيح نقترب الآن، وطريق اقترابنا هو طريق حياة.

وثقةَ الدخول للأقداسِ قد نلنا بهِ
يا عجبًا من حبِّ مَنْ أعطى كجودِ قلبِهِ

صموئيل ريدوت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net