الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 5 نوفمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
موسى والأنبياء والإنجيل
عِنْدَهُمْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءُ، لِيَسْمَعُوا مِنْهُمْ ( لوقا 16: 29 )
هناك شيء مؤثر في هذا المشهد الرهيب بعد الموت، ذلك أن الشخص الهالك يفتكر في أقربائه الذين لا يزالون أحياء على الأرض، فيطلب مِن إبراهيم أن يُرسل لعازر إلى بيت أبيه، لأنه له خمسة إخوة، ويريد ألاّ يأتوا إلى مكان العذاب الذي هو فيه. ومما لا شك فيه أنه بعد الموت سيكون كل شيء حقيقيًا واضحًا، وحتى الهالكون أنفسهم سيعرفون قيمة النفوس؛ القيمة التي لا تُحدّ، وإذا كانت لهم رغبة هناك فهذه الرغبة تكون أن أقرباءهم الذين على الأرض يسمعون الإنجيل ويؤمنون، حتى لا يأتوا إلى مكان العذاب هذا. ولكن «عندهم موسى والأنبياء، ليسمعوا منهم»، والآن عندهم أيضًا الإنجيل ليسمعوا منه.

لاحظ أنه لا يقول إن عندهم المُعلِّمين الدينيين، أو الامتيازات والواجبات الدينية، لكن عندهم كلمة الله، ومسؤوليتهم أن يسمعوا. هكذا قال النبي: «اسمعوا (ليس اعملوا بل اسمعوا) فتحيا أنفسكم» ( إش 55: 3 ). كما قال الرب أيضًا: «الحق الحق أقول لكم: إن مَن يسمع (لا يشعر أو يعطي أو يعمل، لكن يسمع) كلامي ويؤمن بالذي أرسلني فلَهُ حياة أبدية، ولا يأتي إلى دينونة، بل قد انتقل من الموت إلى الحياة» ( يو 5: 24 ).

وماذا يقول موسى؟ أ لم يُبيِّن بالرموز والظلال، وكذلك بأوضح العبارات أن الخلاص هو بالمسيح وحده وبواسطة دمه الثمين؟ أ لم يَقُل بصراحة «لأن الدم يكفِّر عن النفس» ( لا 17: 11 )؟ أَ لم يكن دم الخروف هو الوسيلة الوحيدة للنجاة من الملاك المُهلك في أرض مصر كلها؟

وماذا عن الأنبياء؟ استمع إلى إشعياء يقول: «وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوقٌ لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليهِ، وبحُبُرهِ شُفينا. كُلُّنا كغنمٍ ضللنا. مِلنا كلُّ واحدٍ إلى طريقهِ، والرب وضع عليهِ إثم جميعنا» ( إش 53: 5 ، 6). واسمع كلام النبي إرميا وهو يُظهِر كمال قوة دم المسيح للتطهير من الخطية «لأني أصفح عن إثمهم، ولا أذكر خطيتهم بعد» ( إر 31: 34 ).

والآن أيها القارئ العزيز ليس عندك فقط موسى والأنبياء، بل أيضًا شهادة ربنا يسوع نفسه وشهادة رسله. هل كلمة الله التي تتكلَّم عن عمل المسيح قد أثَّرت فيك؟ هل سمعت كلمة الله؟ لا تُصغِ لأفكارك ولا لتعاليم الناس، بل اصغِ لكلمة الله الحي الحقيقي «اسمعوا فتحيا أنفسكم» ( إش 55: 3 ).

أ. ج. بولوك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net