الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 6 نوفمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ألياشيب وباب الضأن
وَقَامَ أَلْيَاشِيبُ الْكَاهِنُ ..وَإِخْوَتُهُ ..وَبَنُوا بَابَ الضَّأْنِ. هُمْ قَدَّسُوهُ وَأَقَامُوا مَصَارِيعَهُ،...إِلَى بُرْجِ حَنَنْئِيلَ ( نحميا 3: 1 )
يُستهَّل هذا الأصحاح بما قام به ألياشيب الكاهن العظيم هو وإخوته الكهنة ببناء باب الضأن، وهكذا نجد ألياشيب يأخذ مكان الصدارة والمقدمة. فها هو يظهر أمام كل الشعب باهتمامه ببناء أهم الأبواب وهو باب الضأن، المرتبط بالذبائح التي هي أساس قبول الشعب أمام الله.

ولكن هل حقًا كان ألياشيب مهتمًا بذلك؟ أم كان يهتم بالمظهر فقط؟ بكل أسف لم يكن ألياشيب الكاهن العظيم - الذي كان دوره أن يُعلِّم الشعب ويكون قدوة صالحة لهم - يكترث بأمور الله. وما هو الدليل؟ نجده أولاً يبني الباب بتراخِ وعدم اهتمام، فلم يهتم بأن يُسقِّف الباب ليكون متينًا، الأمر الذي تم فعله مع باب السَّمك والباب العتيق وباب العين (ع3، 6، 15)، كما أنه لم يعمل أقفال لمصاريع الباب، كما كان الحال مثلاً مع باب السَّمك والباب العتيق وباب الدّمن (ع3، 6، 14). فما قيمة باب عظيم كهذا بمصاريع، ولكن بدون أقفال تحكم غلق الباب وتمنع فتحه؟! إذًا فهو يهتم بالمظهَر دون الجوهـر. وما أصعب حكم الرب على مَنْ يعمل عمله بتراخٍ: «ملعون مَن يعمل عمل الرب برخَاءٍ» ( إر 48: 10 ).

أما الأمر الثاني، فمع اهتمامه ببناء باب الضأن، فإنه لم يهتم بأن يبني أمام بيته، مِمَّا جعل ”مَريمُوث بنُ أُوريَّا بن هقُّوص“ يبني قسمًا ثانيًا ليس مفروضًا عليه ليعوِّض إهمال ألياشيب في بنائه أمام بيته (ع21)، الأمر الذي اهتم به بقية الكهنة وبنوا أمام بيوتهم (ع28)، وهذا ما فعله أيضًا كثير من الشعب (ع10، 23، 29). وهو في هذا صورة لكثير من المؤمنين الذين يهتمون بمظهرهم الخارجي وسط الإخوة دون اهتمامهم ببيوتهم، وكم يجب أن نتحذَّر من ذلك!

هناك أمر ثالث نجده في ألياشيب، يُظهر حقيقة ذلك الكاهن بوضوح، وهو أنه بعد ذلك هيَّأ مَخدعًا داخل بيت الله لطوبيا العموني، الذي كان من ألَّد أعداء الشعب، وذلك لأنه كان ذا قرابة مع ذلك الشخص العموني الشرير، مِمَّا جعل نحميا عند رجوعه من أرض السبي يُطهِّر هذا المخدع من كل ما يتعلق بطوبيا (13: 4- 9).

يحفظنا الرب من أن يكون مظهرنا لا يتوافق مع واقع حالتنا، بل يكون ما يراه الناس فينا هو انعكاس حقيقي لتقوى الله في قلوبنا.

جُد وكرِّسني لكَ خصِّصني خادمًا أُجري رِضاكْ
كل بُرهةٍ كل لحظةٍ دائمًا أمشي مَعَكْ

عاطف إبراهيم
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net