الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 7 نوفمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الأمواج تحت أقدام الإيمان
مُرْنِي أَنْ آتِيَ إِليْكَ ... فَقَالَ: تَعَالَ ( متى 14: 28 ، 29)
تدريب الإيمان: إخوتى المباركين .. ألزم الرب التلاميذ بالدخول إلى السفينة ليسبقوه إلى العَبر. وهاجت الأمواج عليهم وهو – تبارك اسمه – غائب عنهم، إذ صعد إلى الجبل منفردًا (لا يشغله أحد) ليصلي لأجلهم، صورة له إذ قدَّس ذاته لهم ولنا في الأقداس. وقد تركهم الرب معذبين وسط الأمواج حوالي 9 ساعات حتى الهزيع الرابع. وبعدها أتاهم ماشيًا على الماء. وهكذا فكل تدريب لا بد له من رؤية الله. إذًا انتظر الرب بهدوء.

الإيمان يتشبَّه برئيس الايمان: لم يكتفِ بطرس بأن يمتِّع ناظريه بمنظر الرب وقدميه تطأ أمواج البحر الهائج، ولكنه قال للرب: إن كنت أنت هو فمُرني أن آتي إليك؛ دعني أفعل ما تفعله، وأتشبَّه بك. فقال له: تعال؛ أي موافق. وجميلة جسارة الإيمان هذه، ويشجعها منظر رئيس الايمان. فبطرس، مَنْ ألزمه الرب بالدخول إلى الأمواج (البحر الهائج)، ومَن عذَّبته الأمواج طوال الليل وهو داخل السفينة، يريد الآن أن يمشي فوق الأمواج، فقال له الرب: تعال.

الإيمان يقترب جدًا من رئيس الايمان: وفي خروج بطرس من السفينة وسط الأمواج، نرى الإيمان الجريء الذي يترك الأرض منفردًا ليذهب لمُلاقاة الرب يسوع الذي أعلن لهم عن ذاته ماشيًا على الأمواج. ومهما قصرت خطوات إيمان بطرس، فقد جاء إلى مُقرَّبة شديدة جدًا من رئيس الإيمان إذ ثبَّت النظر عليه، حتى إنه عندما ابتدأ يغرق مدَّ الرب يده (على بُعد ذراع واحد) على الفور ليرفعه.

وما أبدعه مشهد العمر لبقية التلاميذ فى السفينة! ليس السيِّد فقط سائرًا على الأمواج، بل بطرس المسكين نظيرنا يطأ الأمواج بقدميه. ما أحلاه تشجيعًا لإيمان بقية التلاميذ كلهم بعد فشل وعذاب الليل الطويل مع الأمواج! وها هي الأمواج تحت أقدام الإيمان.

الإيمان يفشل وينجح: واذ انشغل بطرس بالأمواج التي تحت قدميه ابتدأ يغرق. ولكن إذ صرخ إلى الرب: نجني، وجد الإجابة الفورية. فرئيس الإيمان الماشي على الماء بقوته الذاتية موجود ليعالج ضعفات وعثرات الإيمان والخطوات المتقلقلة لشعب الله. وصرخة بطرس في فشله: يا رب نجني، استحضرت كل قوة الرب يسوع. وكما طلب النجاة، هكذا نال حسب إيمانه. وهكذا ففشل الإيمان (عندما ابتدأ يغرق) تم علاجه بذات الإيمان (يا رب نجني).

ما دُمتَ تحفظُ الحياهْ لا نرهبُ الهلاكْ
في الضيقِ أو حين النجاهْ نكونُ في حماكْ

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net