الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 8 نوفمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كمالات كاهننا
لأَنَّ كُلَّ رَئِيسِ كَهَنَةٍ مَأْخُوذٍ مِنَ النَّاسِ يُقَامُ لأَجْلِ النَّاسِ فِي مَا للهِ، لِكَيْ يُقَدِّمَ قَرَابِينَ ..عَنِ الْخَطَايَا ( عبرانيين 5: 1 )
نجد فى عبرانيين 5: 1-4 ليس وصفًا للمسيح، بل للكهنة بحسب النظام اليهودي القديم. كان الكهنة وقتذاك يُؤخَذون من الناس، وكانوا يُعيَّنون لأجل الناس في الأمور المتعلقة بالله، لكي يقدِّموا «قرابين وذبائح عن الخطايا». ونجد هنا مُباينة بينهم وبين المسيح. فهو لم يُؤخذ من الناس بالمعنى المتداول، ولو أنه كان إنسانًا كاملاً بكل معنى الكلمة. ولم يكن مُقامًا أو مُعينًا للخدمة بطريقة الكهنوت العادية، أي ليُقدِّم قرابين وذبائح عن الخطايا، أولاً عن نفسه، ثم ثانيًا عن الشعب. ولم يكن قادرًا أن يترفَّق بالجهَّال والضالين لكونه مُحاطًا بالضعف. ذلك كان شأن الكاهن الإنساني، كما لو قال شخص: إني لا أستطيع أن أكون قاسيًا على هذا الإنسان لأني أنا نفسي اجتزت هذا الظرف، وأنا نفسي اختبرت هذا الفشل؛ ولذلك فإني أترفق بالضعفات. ذلك كله كان شأن الكاهن الإنساني الذي يتحتم عليه أن يُقدِّم ليس فقط عن الآخرين، بل عن نفسه أيضًا ذبائح عن الخطايا.

أَ مِن هذا النوع كان كاهننا؟ هل احتاج المسيح إلى شيء ليؤهله لخدمة الله؟ عندما انفتحت السماء ونزلت الملائكة في بيت لحم، هل كان هناك ما يدل مِن قريب أو بعيد على أن الله لم يجد سروره الكامل في وليد المذود؟ وعندما انشقت السَّماوات عند معمودية السَيِّد، هل قُدِّمت أيَّة ذبيحة جعلت الله يعلن بصوتٍ عالٍ مسموع: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت»؟ ثم بعد ذلك، عندما غطى المجد كل شيء في جبل التجلي، وأضاء ابن الله كالشمس، هل كانت هناك ذبيحة قُدِّمت؟ إن كاهننا المبارك لم يكن بحاجة إلى تقديم ذبيحة لأجل نفسه، بل كان لله فيه كل السرور، وكان يُمكنه في أيَّة لحظة أن يستقبله عائدًا إليه بفضل ما هو عليه في ذاته.

كل ذلك يدُّل على الفارق الكبير بين كاهننا العظيم وكل كاهن آخر. وهو لم يكن كاهنًا مُقامًا من ذاته؛ الله نفسه هو الذي عيَّنه لهذه الوظيفة. فعند المعمودية أتى الإعلان مسموعًا أن هذا هو ابن الله، والروح القدس أتى عليه ماسحًا إياه لخدمته الكهنوتية. وهو لم يقع عليه الاختيار بمجرد السلطان الإلهي على أساس مشيئة الله المطلقة فقط، بل تعيَّن وأُفرز لهذه الوظيفة على أساس ما هو في ذاته، وباعتباره ابن الله.

قوموا نسبِّح كلُنا للكاهنِ العظيمْ
أسماؤنا منقوشةٌ في صدره الكريمْ

صموئيل ريدوت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net