الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 15 ديسمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مشاكل المال والغنى!
مَنْ يُحِبُّ الْفِضَّةَ لاَ يَشْبَعُ مِنَ الْفِضَّةِ، وَمَنْ يُحِبُّ الثَّرْوَةَ لاَ يَشْبَعُ مِنْ دَخْلٍ. هَذَا أَيْضًا بَاطِلٌ ( جامعة 5: 10 )
سفر الجامعة 5: 10-17 يُعطينا سبعة أسباب لماذا كثرة المال لا تحلّ مشاكلنا:

أولاً: المال لا يُعطينا الاكتفاء: «مَن يحب الفضة لا يشبع من الفضة، ومَن يحب الثروة لا يشبع من دخل» (ع10). ثانيًا: المال يجذب عددًا كبيرًا من المنتفعين. «إذا كثرت الخيرات كَثُر الذين يأكلونها، وأي منفعة لصاحبها إلا رؤيتها بعينيه؟» (ع11).

ثالثًا: المال يُسبب القلق في الليل: «نوم المشتغل حلوٌ، إن أكَلَ قليلاً أو كثيرًا ووَفْر الغَني لا يُريحه حتى ينام» (ع12). فالعامل الفقير يعمل ويكدّ ويكدَح، ويحصل على القليل من المال، ولكن تعبه الجسماني يجعل نومه يأتي سريعًا. والعجيب أن الأطعمة الكثيرة والثروة العظيمة كلها تفشل فيما يحققه نوم المشتغل.

رابعًا: المال يسبب الأذى لصاحبه الذي يذخره: «يوجد شر خبيث رأيته تحت الشمس: ثروة مَصونة لصاحبها لضرره» (ع13). ثروة ضارة! لماذا؟ لأن التعب يُرافق عملية الحصول على المال، والقلق يُلازم محاولة الحفاظ عليه، كما أن استخدامه لا يخلو من تجارب، وسوء استعماله يقود إلى الشعور بالذنب، وفي خسارته حزن وأسى، وكيفية إنفاقه واستثماره تصحبها الحيرة، ومحبته أصلٌ لكل الشُّرُورِ، فهي تفجِّر الطمع، والحسد، والأنانية، والتنافس البغيض، والنزاعات.

خامسًا: المال من الممكن أن يُفقَد ويضيع فجأةً: «فهلكت تلك الثروة بأمر سيء» (ع14). ويا له من تحذير موَجَّه لكل مُولِع بالكَسبْ، أو مَنْ يظن أن في زيادة ثروته ضمان لمستقبل آمن له ولأولاده مِن بعده! فكم مِن غَني ضاعت ثروته في مشاريع خاسرة، أو ضاعت بسبب أية مصيبة أو مشكلة: حرب، زلزال، سرقة، حريق ... إلخ. «ثم وَلَدَ ابنًا وما بيده شيءٌ!» (ع14).

سادسًا: المال لا يؤخَذ أي شيء منه إلى العالم الآخر بعد الموت: «كما خرج من بطن أُمه عُريانًا يرجع ذاهبًا كما جاء، ولا يأخذ شيئًا من تعبه فيذهب به في يده» (ع15، 16).

سابعًا: محبة المال تُفقِد الإنسان البصيرة الروحية: «أيضًا يأكل كل أيامهِ في الظلام، ويغتم كثيرًا مع حزن وغيظ» (ع17). إن محبة المال تجعل الإنسان الجَشِع لا يشعر بعناية الله، ولا يرى يد الله الحانية عليه، ويعيش محرومًا من نور طلعته، يأكل بلا فرح، بل في غيظ وحزن وغم، خوفًا مِمَّنْ قد يأكلون أمواله.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net