الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 17 ديسمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خُلاصة الإنجيل
كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا ( إشعياء 53: 6 )
هذا الكلام يأتي بنا إلى الصليب، حيث احتمل الرب بالنيابة عنَّا تلك الدينونة التي استحقَّتها خطايانا، حتى نُشفى بجراحه. فهناك على الخشبة، كان هو أعظم ذبيحة خطية وذبيحة سلامةٍ أيضًا - إذ هناك صنع سلامًا بدم صليبه ( كو 1: 20 ).

ومن المؤكد أننا نجد هنا حديثًا عن الكفَّارة النيابية. فعندما يحل واحدٌ محلّ آخر وينال ما يستحقه الآخر، فهذا عمل بديلي. ونجد هنا هذه العبارة الواضحة المحدَّدة: «لكنَّ أحزاننا حَمَلها .. وهو مجروحٌ لأجل معاصينا، مسحوقٌ لأجل آثامنا»، والتأديب الذي يقتضيه سلامُنا قد وقع عليه فكانت النتيجة أننا « بحُبُرِه شُفينا».

وفي الآية موضوع تأملنا – نجد الله - إذا جاز التعبير - يضبط حسابات العالم في قيدي دَين وقيدِ وفاءٍ واحد. أما قيدا الدَين فهما: «كلُّنا كغنمٍ ضللنا» - وهنا إشارة إلى سقوط الجنس البشري كافة - وأيضًا: «مِلنا كُلُّ واحدٍ إلى طريقهِ» - وهنا إشارة إلى خطية كل إنسان بمفرده. وأمَّا قيد الوفاء الذي يسدُّ كل دينٍ في دفاتر الله - فقط لو قَبِل الناس الأمر - فهو «والرب وضعَ عليهِ إثمَ جميعنا».

نجد ههُنا موجزًا لأخبار الكتاب المقدس كلِّها: فساد الإنسان بحسب الطبيعة والعمل معًا، وعلاج الله العجيب الكُلي الكفاية. فالآية تبدأ وتنتهي بضمير المتكلِّمين ”نا“ في ”كُلُّنا“ و”جميعنا“. وقد هدى الله نفسًا راغبة إلى هذه الآية فوجدت السلام. وبعد ذلك قال صاحبُها: ”انحنيت إلى الأسفل كثيرًا ودخلت باب أول ”نا“، ثم انتصبت واقفًا وخرجتُ من بابِ آخرِ ”نا“! فالباب الأول هو الاعتراف بحاجتنا الماسَّة؛ والباب الثاني يبيِّن لنا كيف يلبي صليب المسيح تلك الحاجة تلبيةً تامة.

وعندي أن الآية السادسة هي أعجب آية في الكتاب المقدس. فقد مضى عليَّ ستون عامًا وأنا أكرز بالإنجيل، وقد كانت هذه أول آيةٍ بشَّرت بالاعتماد عليها. إذ كنت ابن أربع عشرة سنة، لما بدأت الكلام على هذه الآية في أحد شوارع لوس أنجلوس بصُحبة جيش الخلاص. شرعت أتحدَّث وفي نيَّتي أن أنتهي بعد خمس دقائق، ولكن بعد نصف ساعة مال القائد إلى أُذني وهمس قائلاً: ”كان علينا أن نكون في القاعة منذ عشرين دقيقة، فدَعْ ما تبقَّى لمرة أخرى أيها الفتى!“ ومنذ ذلك الحين وأنا أحاول أن أقول ما تبقَّى، ولكني طوال السنين ما كُنت لأفرغ من هذه الآية.

أيرنسايد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net