الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 19 ديسمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رائحة النَّار
لَمْ تَكُنْ لِلنَّارِ قُوَّةٌ عَلَى أَجْسَامِهِمْ، وَشَعْرَةٌ .. لَمْ تَحْتَرِقْ، ..، وَرَائِحَةُ النَّارِ لَمْ تَأْتِ عَلَيْهِمْ ( دانيال 3: 27 )
ههنا نار سمح الله أن يُلقوا فيها هؤلاء الأتقياء، لكن مَنْ ذا الذي يظن لحظة واحدة أنها نار للتأديب والحريق؟ «ورائحة النار لم تأتِ عليهم». فلم يشتَّم الناس مِن ثيابهم أو شعور رؤوسهم رائحة حريق بالمرة. وإن كان للنار أثر ما، فهو أنها فكَّت قيودهم، وأعطت الله فرصة لكي يُظهر اهتمامه بأتقيائه، وغلاوة الإيمان لديه. هذه هي الضيقات التي يُمكن أن نُسمِّيها بالضيقات المُقدسة، التي تشعل بخور إيماننا، فيتصاعد عطرًا أمام الله والناس.

لكن هناك نارًا أخرى يُشعلها الله، ويشتَّم منها الناس والله رائحة حريق ثياب وشعور رؤوس. إن الثياب تُشير إلى التصرف العملي بين الناس «لتكن ثيابك في كل حين بيضاء» ( جا 9: 8 )، والثياب البيضاء هي التصرفات البارة النقية التي تعيبها أقل لطخة طفيفة. وشعر الرأس غير المحلوق يُشير إلى الانتذار للرب. والمؤمن نذير للرب بالولادة مِن فوق وتجديد الروح القدس. فإذا أشعل الرب نارًا، وحرق فينا شعر الرأس والثياب، فإنما ذلك لأننا ننجس انتذارنا ونعوِّج سلوكنا. إن الانتذار الزائف والمظهَر التقوي الخارجي لا يستر عن عيني الرب حقيقة الحال. والله لا يُخدَع بالمظاهر، ولذلك يقضي الرب في الحين المناسب على مثل هذه المظاهر. وبالأسف كم اشتمَّ المؤمنون فيما بينهم رائحة ثياب وشعور محترقة؛ رائحة دينونة الله على سلوك البعض منا، وعلى رياء ديني بيننا.

إن بعضًا من قليلي الإدراك، والأحداث في الإيمان، يستبعدون أن يُشعل الله بيده نارًا في شيء يتعلَّق بهم، ولكن غيرة الله على مجده تفعل هذا. الله نار آكلة. فاستيقظ أيها المؤمن واسأل نفسك: ما هذه النار وماذا وراءها؟ ما رائحة النار التي تفوح مِن متجرك ومِن حقلك؟ ما رائحة النار التي تفوح مِن أولادك ومِن أموالك ومقتنياتك، ومِن عملك ومِن آثار رجليك ويديك؟ إن كنت تظن أن الله يُشعل في كل هذا نارًا في الخفاء، لكن رائحة الحريق غير مستورة عن أنوف الآخرين. ما أبعد الفرق بين رائحة نار الدينونة التي يُشعلها الله لأجل تنقية شعبه، وبين رائحة نار الاضطهاد التي يُشعلها الناس المُفترون على أولاد الله. واحدة للإذلال، والأخرى للمجد. واحدة للحزن، والأخرى للافتخار برفقة الرب والاعتزاز بقوته. ليت الرب يرحم المؤمنين مِن حرق ثيابهم أو شعورهم، وليته يجعل لرائحة كل تأديب يسمح بوقوعه على شعبه قوة التأثير على سلوكهم بالحَذر والأمانة.

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net