الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 29 ديسمبر 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أما أنتَ
وَأَمَّا أَنْتَ فَاثْبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمْتَ وَأَيْقَنْتَ، عَارِفًا مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ ( 2تيموثاوس 3: 14 )
لقد ذُكرت عبارة «أما أنتَ» ثلاث مرات في رسالة تيموثاوس الثانية كالآتي:

(1) «أما أنتَ فقد تبعت تعليمي، وسيرتي، وقصدي، وإيماني، وأناتي، ومحبتي، وصبري، واضطهاداتي، وآلامي» ( 2تي 3: 10 ، 11): لقد تكلَّم الرسول في بداية هذا الأصحاح عن الحالة التي وصلت إليها المسيحية بصفة عامة، ولذلك يقول: «وأما أنت» بمعنى أنك تختلف عن أولئك الذين لا يعرفون من التقوى إلا صورتها الخارجية فقط (3: 5). لقد تبعت «تعليمي» الذي أُعلِّم به، وتعرف كيف يختلف عن الضلال والزيف. كما تتبعت «سيرتي»، فلم أكن مجرد مُتكلِّم، بل تعرف كيف سرت وتصرفت. ثم «قصدي»، أي هدفي النهائي، فلم تكن سيرتي خبط عشواء و«إيماني»: أي اتصالي بالله. و«أناتي»: كم تحمَّلت الكثير في سبيل الخدمة. و«محبتي» التي أظهرتها للمخدومين. و«صبري»: إذ كنت أصبر على كل شيء لأجل المُختارين. و«اضطهاداتي»: أما عَايَن تيموثاوس كيف رجموا بولس في لسترة حتى ظنوه مات؟ و«آلامي»: وكم تألم الرسول من أجل المسيح على مدى حياته! لقد تتبع تيموثاوس منذ حداثته خدمة الرسول وما احتمله في سبيلها، وكأنه يقول له إني أكلمك عن أمور عايشتَها ورأيتَها بعينيك «أية اضطهادات احتملت! ومن الجميع أنقذني الرب».

(2) «أما أنتَ فاثبت على ما تعلَّمت وأيقنت» ( 2تي 3: 14 ): ليس كافيًا أن ترى قدوة صالحة كقدوة بولس، ولكن عليك مسؤولية «اثبت على ما تعلَّمت». الناس يُقدِّمون ضلالات «أما أنت فاثبُت على ما تعلَّمت وأيقنت، عارفًا مِمَّن تعلَّمت». ولقد تميَّز تيموثاوس بأن كانت له جدة تحكي له الكتاب المقدس منذ الطفولية، وكذا أُم أرضعته كلمة الله مع اللبن. لقد تعلَّم الكتاب وهو صغير، وتيقن منه عندما كبر. ونقول إنه لو كان وسط جماعة المؤمنين أمهات مثل أفنيكي، وجدَّات مثل لوئيس لكان أولادنا قد نشأوا مثل تيموثاوس.

(3) «أما أنتَ فاصحُ في كل شيء. احتمل المشقات. اعمل عمل المبشر. تمِّم خدمتك» ( 2تي 4: 5 ): النغمَة ارتفعت هنا. فليس فقط إنك ”تتبعت“، ولا يكفي فقط أن ”تثبت“، بل إن المسؤولية زادت، ولا يجب أن تقف ساكتًا، بل لا بد أن تنشر الحق، وأن تعمل عمل المُبَشِّر. وكأنه يقول له: ”لا تجعل اهتماماتك بالحالة الداخلية المُحزنة في الكنيسة تشغلك عن الاهتمام بالتبشير في الخارج. وبالإجمال «تمم خدمتك».

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net