الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 13 فبراير 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سجَّان فيلبي
فَأَخَذَهُمَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مِنَ اللَّيْلِ وَغَسَّلَهُمَا مِنَ الْجِرَاحَاتِ، وَاعْتَمَدَ فِي الْحَالِ ..وَالَّذِينَ لَهُ ( أعمال 16: 33 )
يا لها من نعمة غنية متفاضلة في مقدورها أن تخلِّص أشر الخطاة مثل السجَّان القاسي الغليظ القلب! لقد ذهب الرسول بولس إلى فيلبي بتوجيه وإرشاد من الرب، لأنه في البداية لم يقصد أن يذهب إلى فيلبي، وحاول أن يكرز في أسيَّا فمنعه الروح. وعن طريق رؤيا الرجل المكدوني، عرف بولس قصد الرب أن يُوجهه إلى مكدونيَّة.

وفي فيلبي تعرَّف على ليديَّة التي آمنت بالإنجيل عن طريق الصوت المنخفض الخفيف، وفتح الرب قلبها لتصغي إلى ما كان يقول بولس. وهنا نرى خطة الله العجيبة في الإتيان بالنفوس. فليديَّة من ثياتيرا وذهبت إلى فيلبي، وبولس كان في أسيَّا ومنعه الروح أن يتكلم بالكلمة في أسيَّا، ليذهب إلى فيلبي وهناك تقابل مع ليديَّة. أي أن الرب هو الذي يخطط وليس الإنسان. وكل هذا من مجرد النعمة المطلقة.

بعد ذلك نقرأ أن الشيطان أهاج الجمهور على بولس ونتيجة هذا الهياج دخل بولس السجن، وكان من حقه ألا يدخل السجن بدون محاكمة لأنه يحمل الجنسية الرومانية، لكنه لم يستخدم هذا الحق لأنه فهم أن خطة الرب أن يدخل السجن. والعجيب أن بولس وسيلا بعد أن ضُربا وهما في السجن نقرأ أنهما كانا يصلِّيان ويسبِّحان الله. وبكل تأكيد كان يصلِّي لأجل هذا السجَّان الذي ضربه ضربات شديدة إتمامًا لوصية الرب أن يُصلِّي المؤمنون لأجل الذين يُسيئون إليهم ( مت 5: 43 ، 34).

وفي معاملات نعمته أحدث الرب زلزلة لكي يزلزل كيان السجَّان الفظ الغليظ القلب، فلما رأى السجَّان أن أبواب السجن قد انفتحت، استل سيفه وكان مزمعًا أن يقتل نفسه ظانًا أن المسجونين قد هربوا، وهنا ظهرت الأخلاق المسيحية الرائعة: «فنادى بولس بصوتٍ عظيمٍ قائلاً: لا تفعل بنفسكَ شيئًا رديًا! لأن جميعنا ههنا».

وبعد ذلك حرَّك الرب قلب هذا السجَّان واندفع إلى داخل وخرَّ لبولس وسيلا وهو مرتعد، وقال: «يا سيدي، ماذا ينبغي أن أفعل لكي أخلُص؟». وكان الجواب: «آمن بالرب يسوع المسيح فتخلُص أنت وأهل بيتك. وكلَّماه وجميع مَن في بيته بكلمة الرب». وبعد ذلك ظهر من السجَّان عمل الإيمان الحقيقي فنقرأ «فأخذهما .. وغسَّلهما من الجراحات .. ولمَّا أصعدهما إلى بيتهِ قدَّم لهما مائدة، وتهلل مع جميع بيته إذ كان قد آمن بالله»

رشاد فكري
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net