الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 2 فبراير 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يد حبيبي
حَبِيبِي مَدَّ يَدَهُ مِنَ الكَوَّة، فَأنَّتْ عَلَيْهِ أَحْشَائِي ( نشيد 5: 4 )
يمد المسيح يده، وللتو نرى الجروح فيها. فكيف سنميِّز الرب عندما نصل إلى السماء، عندما سيكون محاطًا بجماهير المفديين، وجميعهم قد تغيَّروا ليكونوا على صورة جسد مجده؟ هناك شيء يتميَّز به الرب وحده عن كل قديسيه، هو آثار المحبة في يديه ورجليه وجنبه. لقد دخل - له المجد - القبر، وخرج منه، لكن آثار المسامير لم تَزَل فيه. وبعد ثمانية أيام ظهر خصيصًا لتوما وقال له: «أبصر يدي. وهات يدك وضعها في جنبي» ( يو 20: 27 ). بل وحتى في المجد رآه يوحنا كخروف قائم كأنه مذبوح ( رؤ 5: 6 )، فآثار المحبة، ”الجروح التي جُرح بها في بيت أحبائه“ ( زك 13: 6 )، ستظل باقية إلى الأبد!

لا شيء يلهب حرارة عواطفنا من نحو المسيح قدر تذكُّرنا ما احتمله المسيح لأجلنا. فإن كنت تشعر أن قلبك بارد تجاهه، فلا تحاول بمجهودك أن تستثير عواطفك لكي تحبه، فهذا مجهود لا طائل من ورائه، بل تأمل مَليًا فيما تحمَّله المسيح لأجلك لمَّا كان فوق الصليب. انظر إلى الجروح التي في يديه ورجليه. تأمل جبينه الدامي في سبيل خلاصنا، وقلبه النازف بالحب لنا! إن ذاك المبارك إلى الأبد، قَبِل أن يصير لعنة لأجلنا، فكم ينبغي لنا أن نتعبد ونسجد له!

لا غرابة أن الرب في حكمته ترك لنا وسيلة مؤثرة بها نتذكَّره ”في أول الأسبوع“، وبها يمكننا أن نرى مُجدَّدًا آثار الجراح في يديه ورجليه وجنبه. وما أعظم تأثير هذه الذكرى على قلوبنا وعواطفنا، عندما نرنم!

ولم تَزَل تُري جراحك على الصليب!

وعبارة ”أنَّتْ عليه أحشائي“ تعني حنَّ قلبي إليه، وتجاوبت مع محبته. ونحن أيضًا كم من المرات في اجتماعات كسر الخبز، إذ يمد حبيبنا يده من الكوة، تئن عليه أحشاؤنا! لقد استيقظت عواطف العروس المتبلدة، فقامت في الحال لتفتح لحبيبها.

ونحن ألا نخجل من بلادة عواطفنا تجاهه في أوقات كثيرة؟ ليتنا عندما نستكثر أن نمد أيادينا إلى الباب لنفتح له لكي يدخل، بدل أن نتركه واقفًا في الخارج، أن نتذكَّر كيف مدَّ هو يده لتُثقب بالمسمار لأجلنا، فنسمعه كأنه يقول لنا:

قد ذقتُ في صلبي مرارة العذابْ
طوعًا لكي تنجو أنتَ من العقابْ

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net