الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 23 فبراير 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اجتماع السجود
إِلَى أَنْ يَفِيحَ النَّهَارُ وَتَنْهَزِمَ الظِّلاَلُ، أَذْهَبُ إِلَى جَبَلِ الْمُرِّ وَإِلَى تَلِّ اللُّبَانِ ( نشيد 4: 6 )
في الأصحاح الرابع من سفر النشيد يتحدث العريس في العدد السادس قائلاً: «إلى أن يفيح النهار وتنهزم الظلال، أذهب إلى جبل المُرّ وإلى تَلِّ اللُّبان». ألا يتحدث إلينا جبل المر عن آلام سيدنا ومعبود قلوبنا؟ هذه الآلام التي جعلته يصرخ قائلاً: «أمَا إليكم يا جميع عابري الطريق؟ تطلَّعوا وانظروا إن كان حزنٌ مثل حزني الذي صنع بي، الذي أذلَّني به الرب يوم حُمُو غضبهِ. من العَلاء أرسلَ نارًا إلى عظامي فسَرَت فيها» ( مرا 1: 12 ). فيا لها من آلام رهيبة! ويا له من جبل مرعب! لكنه يقول: «أذهب إلى جبل المرّ»، وهذا ما يجب أن نفعله ونحن هنا، إذ إننا مدعوون لنرتبط به هناك في جبل المُر. فهل نخذله؟ دعونا نأتي إليه أول كل أسبوع في يومه؛ يوم الرب، لنقابله هناك علي الجبل، جبل المُرّ، لنتأمله في آلامه. دعونا نأتي إليه وغرضنا أن نتمتع بالشركة معه بصفة خاصة، فهو هناك في المكان الذي يمكننا دائمًا أن نجده فيه، ألا وهو جبل المرّ!

وماذا عن «تل اللبان»؟ ألا يخبرنا عما يجب أن نُحضره مع المُرِّ كما فعل المجوس قديمًا إذ سجدوا له! ونحن لا يمكننا أن نُحضر له الكثير من اللبان (السجود)، إذ إن سجودنا قليل وضعيف، ومع ذلك يقول عنه: «تل». هل من مغزى لهذا؟ إنه يدعونا أن نأتي إليه بأيدي ملآنة وغير فارغة, كما أنه ليس لدينا وصف للبان, وعلي ذات القياس مَن يستطيع أن يصف السجود النابع من قلوبنا؟ إن المجوس الحكماء أحضروا المُرّ مع اللبان. أ ليس هذا هو السجود الذي يُقدّره ويطلبه منا معبود قلوبنا عندما نأتي إليه بتقدماتنا! أَوَ ليس هذا ما يجب أن نفعله في الفترة الحاضرة إلي أن يفيح النهار ويطلع كوكب الصبح المنير ويأتي سَيِّدنا فيجدنا نفعل هكذا!

ولا يفوتنا أن نذكر أنه مهما عَلا سجودنا فهو تل صغير بجوار جبل الآلام. فما أكثر ما احتمل سيدنا وما أقل تقديرنا لذلك! ليُعطنا الرب نعمة أن يزداد تقديرنا لشخصه وعمله، فنحيا له شاكرين ساجدين.

لكن أمامَ موتِكَ بالصلبِ والعارِ المُهينْ
ليس يَفيكَ سُبحنا لو قُدِّمَ طولَ السنينْ
فاقبل سكيبَ حُبنا وناردينِنا الثمينْ

حنا إسحق
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net