الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 20 مارس 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حسابات بولس الجديدة
وَفي ذَهَابِهِ حَدَثَ أنـَّهُ اقْتَرَبَ إلَى دِمَشْق فَبَغْتَةً أَبْرَقَ حَوْلَهُ نوُر ٌمِنَ السَّمَاءِ ( أعمال 9: 3 )
رأى شاول المسيح المُقام في المجد فتغيَّرت حساباته بل كل كيانه، فكيف تم هذا؟

(1) المجد والبر: كان شاول الطرسوسي حسب الناموس بلا لوم ظاهريًا ولكنه رأى المسيح ومجده وهو يعلن له عن ذاته في طريقه إلى دمشق. وأدرك أن بر المسيح هو الأساس لهذا المجد الذي رآه. أو قُل هو الذي بسببه دخل المسيح إلى المجد. فكانت نهاية حسابات الرسول بولس: ماذا يكون البر الإنساني حتى لو فرض جدلاً أنه استطاع أن يكمله؟ إنه نفاية بالمقابلة مع هذا البر الذي يسطَع بالمجد الذي للمسيح! فأبى الرسول بولس إلا أن يقتني البر الذي من الله بالإيمان. ذلك البر الذي لم ينزع الخطايا فقط ويجعل البر الإنساني بلا قيمة، لكنه أيضًا يسطَع بمجد الله.

(2) المجد والتبعية: واستعلان المسيح المُمجد للقلب يصل إلى مدى أبعد، فمَن ترك العالم لأجل المسيح سيتبعه إلى أن يصل إلى مجده. واتّباعه يعني أن يضع الواحد نفسه تحت التزام الصليب؛ فالصليب هو طريق المسيح للمجد. لقد تبع التلاميذ الرب في ذهابه الأخير إلى أورشليم ( مر 33: 10 ) ليُصلب ولكنهم كانوا خائفين (إذ لم يدركوا المجد آنذاك؛ إذ لم يكن الروح القدس قد أُعطيَ بعد)، بالرغم من أن الرب كان موجودًا بينهم يتقدَّم أمامهم وقائدًا لهم، أما الرسول بولس فقد كان يسعى إلى معرفة قوة قيامته وشركة آلامه مُتشبهًا بموته.

(3) المجد والمكافأت: وعلاوة على ذلك فإن رؤية المسيح في المجد وقوة الصليب تنقي رغبات القلب حتى من جهة المجد والمكافأة. فقد كانت رغبة يوحنا ويعقوب ابني زبدي هي المكانة الأولى في الملكوت لنفسيهما ( مر 37: 10 )، وهي رغبة جسدية غرضها الوحيد الذات. أما الرسول بولس مَنْ رأى المسيح في المجد فكانت رغبته الوحيدة هي أن يفوز بالمسيح: «لكي أربح المسيح» ( في 8: 3 )، وأن يكون في الحالة الجديدة التي يتشبَّه به فيها. لم يكن يتوق إلى مكانٍ مُميز في الملكوت بل أن يحظى بالمسيح نفسه.

وهذا هو تأثير قوة الروح القدس الذي يَستعلن المسيح في المجد للنفس ويسطع بضياء المجد على صليب الجلجثة، فيشرق مجد الصليب في القلب، فتصرّ النفس على حمله بقوة القيامة وبإرادة ثابتة، يدعِّمها كل يوم منظر المسيح في المجد.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net