الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 28 مارس 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هو الربُّ
هُوَ الرَّبُّ. مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْهِ يَعْمَلُ ( 1صموئيل 3: 18 )
«هو الرب» ... تكررت هذه العبارة مرتين في الكتاب المقدس؛ المرة الأولى بفم عالي الكاهن ( 1صم 3: 18 ). والمرة الثانية بفم يوحنا الرسول ( يو 21: 7 ):

المرة الأولى: «هو الرب. ما يحسُن في عينيهِ يعملُ» ( 1صم 3: 18 ). في هذه المرة نجد صموئيل - الصبي الصغير - يُخبر عالي الكاهن الشيخ المتقدم في الأيام، بحلول القضاء الذي سبق وأنذر به الرب عالي الكاهن على فم رجل الله ( 1صم 2: 27 -36). لقد جاء الوقت لتتميم هذا القضاء على بيت عالي وعلى كل إسرائيل ( 1صم 3: 12 -14) وقد كانت هذه الرسالة صعبة جدًا على نفسية عالي، لأنه تذكَّر ما قالهُ رجل الله؛ موت ابنيه حفني وفينحاس في يومٍ واحدٍ، وجميع ذُرِّيَّتةِ يموتون شبانًا، وعائلته تفتقر إلى رغيف الخبز، ويُقيم الرب لنفسه كاهنًا أمينًا. لكن عالي استقبل هذه الرسالة بقوة روحية عالية، وقد عبَّر عن ذلك في ردّه على صموئيل عند سماعه الرسالة: «هو الرب. ما يَحسُن في عينيهِ يعملُ». وكأن عالي يقول لصموئيل: ”لن يفعل ذلك غير الرب، لأنهُ قدوس“، وسلَّم نفسه تمامًا لما سيفعلهُ الرب بخضوعٍ تام. ففي عالي نرى المؤمن الذي يدرك المبدأ الإلهي «أن الذي يُحبه الرب يؤدبهُ، ويَجلِد كل ابن يَقبَلُهُ» ( عب 12: 6 ).

المرة الثانية: «فقال ذلك التلميذ الذي كان يسوع يُحبُّهُ لبطرس: هو الرب!» ( يو 21: 7 ). في هذه المرة نجد بطرس يذهب إلى بحيرة طبرية ليتصيَّد، ومعهُ ستة من التلاميذ، وبعد ليلة كاملة قضاها التلاميذ في تعب وكد شديد، ولم يصطادوا شيئًا، جاء الرب يسوع في الصبح، ووقف على الشاطئ، وقال لهم: «يا غلمان أ لعلَّ عندكم إدامًا؟ أجابوه: لا! فقال لهم: ألقوا الشبكة إلى جانب السفينة الأيمن فتجدوا. فألقوا، ولم يعودوا يقدرون أن يجذبوها من كثرة السمك» ( يو 21: 5 ، 6). وعلى الفور عرف يوحنا الرسول أنه الرب، فقال لبطرس: «هو الرب!». وكأن يوحنا يقول لبطرس: ”لن يفعل ذلك غير الرب، لأنهُ صاحب الخير“. ففي يوحنا نرى المؤمن الذي يدرك تمامًا أن الرب هو صاحب الخير، ويترنم قائلاَ: «أيضًا الرب يُعطي الخير» ( مز 85: 12 ).

ليت يكون هذا شعارنا «هو الرب» في الضيق وفي الرحب، مثلما فعل عالي الكاهن ويوحنا الرسول. ونتمثل بإيمان أيوب الذي جمع في نفسه الموقفين «أ الخير نقبل من عند الله، والشر لا نقبل؟» ( أي 2: 10 ).

منسى ملاك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net