الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 14 إبريل 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كرامة الخدمة الحقيقية
حَافِظُ سَيِّدِهِ يُكْرَمُ. ( أمثال 27: 18 )
إن الخادم الحقيقي هو مَن ينفذ إرادة سيده ويعمل مسرَّته. فقد يوجد خادم يعمل كثيرًا ولكنه إن لم يكن يفعل مسرَّة سيده فخدمته ناقصة وعمله هذا على كثرته ليس هو الخدمة الحقيقية. إذًا لا يمكننا أن نصير خدامًا مرضيين إلا إذا عرفنا مسرَّة سيدنا. ولا نعرف هذه المسرَّة إلا بمُلازمتنا إياه. ولنأخذ لذلك مثلاً ورَدَ في 2صموئيل 23: 14- 17.

لمَّا كانت المدينة المقدسة في قبضة الفلسطينيين وكان داود، الممسوح من الرب، في الحصن، كان «الأبطال الثلاثة» معه، وهذه هي أول فضيلة. قال السيد: «إن كان أحد يخدمني فليتبعني، وحيث أكون أنا هناك أيضًا يكون خادمي» ( يو 12: 26 ). فهل نحن على استعداد أن نتبعه في طريقه كالشخص المرفوض من العالم؟ إنه لا يمكننا أن نتأهب لخدمته ما لم نفعل ذلك ونلازمه لنعرف مسرَّته. ما أجمل أن الروح القدس يجتذب ويسبي قلب الخادم بإعلان جمال المسيح له فينحَّل من كل غرض آخر ويحتقره حاسبًا إياه نفاية! فالقداسة الحقيقية هي أن يكشف الله للقلب قيمة المسيح وجماله حتى يتخذه النصيب الوحيد الذي يستطيع أن يملأه ويُشبعه وعندئذٍ ينجذب إليه ويتعلَّم مسرته ويخدم بحسبها.

لمَّا كان الأنبياء والمعلِّمون في أنطاكية «يخدمون الرب ويصومون» أرشدهم الروح القدس إلى العمل الذي يقومون به (أعمال 13: 1، 2) فقد خدموا سيدهم ولذلك أكرمهم. ولا يمكننا أن نخدم الرب خدمة حقيقية إلا بالانفصال عن كل ما لا يُرضيه، عندئذٍ نرتضي بعمل مسرته بالخضوع، سواء استخدمنا في الخدمة التي نختارها أو في غيرها.

وليس سرور الخادم في إشهار أخبار خدمته بين الناس، بل في التأكد من أن ثمر هذه الخدمة مقبول ومُرضِ لسيده «كبرد الثلج في يوم الحصاد الرسول الأمين لمُرسليه، لأنه يرُّد نفس سادته» ( أم 25: 13 ).

فلنثق أننا إذا عملنا مسرَّة السيد لا نخسر شيئًا بل بالعكس نكسب كرامةً وشرفًا. والخدمة العظيمة ليست هي التي تظهر لها المظاهر العظيمة هنا، لأن الله كثيرًا ما يسمح أن لا تكون لخدماتنا نتائج ظاهرة لكي نرضى أن نسير بالاختفاء. وباب هذه الخدمة مفتوح أمام كل واحد منا؛ الصغير والضعيف كالقوي وصاحب المواهب.

أعِنا لنخدم اسمكَ القدوسْ ونُعلن جمالك لكلِّ النفوسْ
نتجِرُ بوزناتنا إلى أن تجيءْ

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net