الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 17 إبريل 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يونان الهارب
فَقَامَ يُونَانُ لِيَهْرُبَ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ ( يونان 1: 3 )
من سفر يونان نتعلَّم أنه لا يوجد مكان، مهما بَدَا مناسبًا للهروب، تقصر ذراع الرب عن الوصول إلينا فيه. أي مكان أكثر مناسبة للهروب من البحر الواسع المترامي الأطراف؟ إذا كان المجرم يريد أن يهرب من يد العدالة، فإنه يُبحر إلى بلد بعيد، ولكن الله يعرف كيف يدرك كل هارب يريد أن يذهب في طريقه الخاص هربًا من وجهه.

ولكن الإنسان في غباوته يحاول أن يختفي عن وجه الله، أو يهرب من روحه! وهذا ما فعله آدم أبونا حين قال للرب: «سمعتُ صوتكَ ... فاختبأت». وهذا ما فعله يونان أيضًا حيث – في عصيانه – «قام .. ليهرب إلى ترشيش من وجه الرب»، ولكن الرب قبض عليه، وسجنه في بطن الحوت، ومن هناك صلى للرب إذ تعلَّم أنه موجود في كل مكان، ويستطيع أن يسمعه حتى من جوف الحوت.

ربما يقول البعض أن يونان كنبي للرب كان يجب أن يكون أكثر إدراكًا وأكثر مخافة لله من أن يعمل تلك المحاولة الفاشلة للهروب من وجه الرب. ليتنا لا نتعامل بقسوة مع النبي! أَ لم نحاول نحن نظيره أن نذهب غربًا بينما الله أمرنا أن نذهب شرقًا؟ وإن كان يونان نبيًا لله، فنحن أولاد الله. أَ لسنا أعظم من يونان؟ نعم، وأعظم من يوحنا المعمدان المُهيئ لطريق الرب ( مت 11: 11 ). أَوَ لم نختبر – لخزينا وخجلنا – فشل مثل هذه المحاولات، كما اختبرنا أيضًا كيف كانت يد الله قريبة لخلاص أولئك الذين يدعونه من سجن الضيق والألم، بمجرد ما تعلَّمنا من جوف الحوت الدرس الذي كان الله يريد أن يُعلِّمنا إياه هناك؟ وا أسفاه! كم مرة تبعنا - نظير يونان – توجيهات إرادتنا الطبيعية، ناسين أن نطبِّق في حياتنا العملية ما جاء في مزمور 139. وبلا شك أن يونان كان يعرف هذا المزمور، وإن كان قد نسيه في ذلك الحين. ليتنا نقرأ هذا المزمور المليء بالتعاليم الإلهية التي تبيّن حضور الله في كل مكان «أين أذهب من روحك؟ ومن وجهك أين أهرب؟ إن صعدت إلى السماوات فأنت هناك، وإن فرشت في الهاوية فها أنت. إن أخذت جناحي الصُّبح، وسكنت في أقاصي البحر، فهناك أيضًا تهديني يَدُكَ وتُمسكني يمينُك» ( مز 139: 7 -10). إننا ننسى هذه الحقائق الفاحصة عندما نحاول أن نهرب من وجه الرب.

خُذ بيدي وقُدني كما تشــــــاءْ
حتى أرى في ليلي نورَ السمـــــــاءْ
يسوعُ سِرْ أمامي فأتبعكْ
وحيثما تَسِر بي أنا معكْ

فون بوسك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net