الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 19 إبريل 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رؤية الله
نَظَرْتُ اللهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ، وَنُجِّيَتْ نَفْسِي ( تكوين 32: 30 )
1- أين نرى الله وجهًا لوجه؟ في طريق الطاعة له. لقد ذهب يعقوب إلى لابان، وقضى عشرين سنة هناك خالية من الظهورات الإلهية. وفي نهايتها قال له الرب: «قُم اخرُج من هذه الأرض وارجع إلى أرض ميلادك». وفي طريق العودة والطاعة تمتع بهذا الظهور الإلهي.

2- متى نرى الله وجهًا لوجه؟ دخل يعقوب في ضيقة شديدة عندما علم أن عيسو قادم للقائه، وأربع مئة رَجُلٍ معه؛ الأمر الذي رَوَّع يعقوب جدًا. وهذا هو الوقت الذي فيه ظهر له الرب ( تك 32: 3 -8). فالرب يتمجد في الشدائد والأزمات.

3- مَن الذي يرى الله وجهًا لوجه؟ إنه المُصلي المُتضرع ( تك 32: 9 -12). وفي هذه الأعداد نرى:

- أساس الصلاة: العلاقة التي لنا مع الله كأولاد أحباء؛ فيعقوب يقول: «يا إله أبي إبراهيم وإله أبي إسحاق» (ع9).

- الشكر في الصلاة: «صغيرٌ أنا عن جميع ألطافك» (ع10). هل كل صلواتنا أنين وشكوى، أم لنا روح الشكر؟!

- تحديد الصلاة: «نجني من يد أخي، من يد عيسو، لأني خائفٌ منهُ» (ع11). هي صلاة مُحددة، تُعبِّر عن الاحتياج الشديد.

- ضمان الصلاة: مواعيد الرب «أنتَ قد قُلت: إني أُحسن إليكَ». وما أجمل أن نتمسك بوعد الرب، ونُطالبه به وننتظره!

4- كيف نرى الله وجهًا لوجه؟ حينما بقيَ يعقوب وحده ليختلي مع الله، رآه وجهًا لوجه (ع22-29). وسط زحام الحياة لا نستطيع أن نراه ونتمتع به. يعقوب كان رجل أعمال من الطراز الأول، وكان غنيًا جدًا، وكثيرًا ما تحرمنا المشغوليات الزمنية الكثيرة من رؤية الرب، فكان عليه أن ينفرد مع الله لكي يتمتع به.

وفي انفراده مع الله «انخلع حُق فخذ يعقوب» (ع25). وهناك «بكى واسترحمه» ( هو 12: 4 )، «وبارَكَه (الله) هُناك» (ع29)، وفي نفس المكان الذي اختبر فيه الانكسار، غيَّر الرب اسمه من يعقوب إلى إسرائيل؛ أي أمير أو مُجاهد مع الله.

5- ماذا بعد أن نرى الله وجهًا لوجه؟ «دعا يعقوب اسم المكان فنيئيل (أي وجه الله) قائلاً: لأني نظرت الله وجهًا لوجه» (ع30). وهذا هو قمة الاختبار الذي اختبره يعقوب، والذي ظل خالدًا في ذهنه وأعماقه، «وأشرقت له الشمس» (ع31)؛ لقد أضاءت له الحياة بلمعان جديد. وهكذا نحن نتمتع بالفرح المجيد إذ نراه الآن بالإيمان ( 1بط 1: 8 )، وعن قريب «وجهًا لوجهٍ» ( 1كو 13: 12 ).

فهد حبيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net