الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 2 إبريل 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قداسة الله وخطية موسى
مِنْ أَجْلِ أَنَّكُمَا لمْ تُؤْمِنَا بِي حَتَّى تُقَدِّسَانِي.. لِذَلِكَ لا تُدْخِلانِ .. إِلى الأَرْضِ التِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا ( عدد 20: 12 )
أخطأ موسى عندما ضرب الصخرة بدلاً من أن يُكلِّمها، فلنتأمل في وصف الرب الخماسي لخطية موسى، والذي يُظهر مدى قداسة الله:

(1) عدم إيمان: «فقال الرب لموسى وهارون: من أجل أنكما لم تؤمنا بي» ( عد 20: 12 ). لقد ظهر عدم إيمان موسى بالرب عندما قال أمام الصخرة: «أ مِن هذه الصخرة نُخرِج لكم ماءً؟» ( عد 20: 10 )، وكأنه لم يكن مُصدِّقًا لإمكانية أن يحدث هذا.

(2) إهانة للرب وعدم تقديس له (عدم تمجيد له): «من أجل أنكما لم تؤمنا بي حتى تُقدِّساني أمام أَعيُن بني إسرائيل» ( عد 20: 12 ؛ تث32: 51). عندما يكسر الإنسان كلام الرب فهذا يحمل إهانة لله، وعدم تقديس له أي عدم تمجيد لشخصه، وهو ما صدر من موسى هنا.

(3) عصيان للرب: «لأنكما في برية صين، عند مُخاصمة الجماعة، عصيتما قولي أن تُقدساني بالماء أمام أعينهم» ( عد 27: 14 ). إن ضرب الصخرة كان فيه عصيان على الله، ورفض لأقواله، لأن أمر الرب كان بأن يكلِّما الصخرة.

(4) خيانة للرب: «لأنكما خُنتماني في وَسَط بني إسرائيل» ( تث 32: 51 ). الرب يَصف ما فعله موسى وهارون بأنه نوع من الخيانة. هنا نرى سقوط موسى كوكيل لله في وسط بني إسرائيل، وكان دوره أن يتحرك بحسب أوامر مَن وكَّله، ولكنه تصرف عكس أوامر سيده، وبهذا خان سيده.

(5) فرَط بشفتيه: «لأنهم أمرُّوا رُوحَهُ حتى فَرَطَ بشفيتيهِ» ( مز 106: 33 ). لقد فرَط موسى بشفتيه في جانبين: الجانب الأول عندما خاطب الشعب بعبارة «اسمعوا أيُّها المَرَدَة» ( عد 20: 10 ). الجانب الثاني عندما سأل في عدم إيمان بالله «أ من هذه الصخرة نُخرج لكم ماءً؟» ( عد 20: 10 ).

نستطيع أن نُجمِل خطية موسى كالآتي: في خطيته يظهر شر القلب في عدم الإيمان بالله. ويظهر الشر في العمل وهو متمثل في العصيان والخيانة. ثم يظهر الشر في الفم عندما فرَط بشفتيه. ونهاية كل هذا مجتمع معًا هو إهانة الله، وعدم تمجيده.

وإذا كان الرب إزاء خطية واحدة فعلها موسى رآها بهذا الشكل، فماذا عن كل الخطايا التي ارتكبها البشر وطوال تاريخهم؟! كم كان داود مُحِقًا عندما قال: «ولا تدخل في المحاكمة مع عبدك فإنه لن يتبرر قدامك حي» ( مز 143: 2 )!

إسحق شحاتة
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net