الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 23 إبريل 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بمَن الخلاص؟
فَقَالَ(مَلِكُ إِسْرَائِيلَ): لاَ! يُخَلِّصْكِ الرَّبُّ. مِنْ أَيْنَ أُخَلِّصُكِ؟ أَمِنَ الْبَيْدَرِ أَوْ مِنَ الْمِعْصَرَةِ؟ ( 2ملوك 6: 27 )
”الخلاص“ كلمة تعني الإنقاذ والتحرير من الأخطار والمآسي؛ إنقاذ من مخاطر، وتحرير يُتبع بسلام وخير وشفاء، وإتيان إلى الأمان والضمان. وحصار السامرة يُظهِر بكيفية واضحة عمق الشر الذي وصل إليه الإنسان، كما أن الخلاص منه يُظهِر سمو نعمة الله. وكم هو مُلذّ أن نلمس آثار خلاص الله في هذا الحادث التاريخي، حيث نرى الخلاص في متناول المُشتاقين إليه، بغير مُقابل أو أجر!

وكان ”أليشع” نبي النعمة هو الشخص الوحيد الذي بواسطته تُقدَّم كل وسائل الخلاص للسامرة. ومعنى اسمه ”الله المُخلِّص“. والعجيب أننا نراه يُستخدَم لإظهار نعمة الله المُطلقة ورحمته الغنية، لشعب مذنب، ليكون في هذه الحالة ظلاً لربنا يسوع المسيح الذي «ليس بأحدٍ غيره الخلاص. لأن ليس اسمٌ آخر تحت السماء، قد أُعطيَ بين الناس، به ينبغي أن نخلُص» ( أع 4: 12 ).

وفي 2ملوك6: 26 نقرأ عن المرأة المسكينة التي طلبت الخلاص من الملك وليس من الرب، وقالت: «خلِّص يا سيدي الملك». فقال الملك: «لا! يُخلِّصك الرب. من أين أُخلِّصك؟ أ من البيدر أو من المعصرة؟» (ع26، 27). كانت هذه لغة تهكُّم وتجديف ويأس؛ بمعنى أنه إذا كان الله لا يُخلِّصك، فهل أستطيع أنا أن أخلِّصك؟! وكانت هذه الكلمات دليلاً على التحوُّل عن الرب، وفقدان الثقة فيه.

ولما سمع الملك كلام المرأة عن أنها ذبحت ابنها وسلقته وأكلته مع صاحبتها «مزَّق ثيابَهُ» (ع30)، وهكذا أعلن الملك عجزه عن أن يُخلِّص، لأن «للرب الخلاص» ( مز 3: 8 ).

ونلاحظ أن الخلاص بمفهوم المرأة الصارخة هو أن يُذبَح ابن صاحبتها وتأكله. ولكن أي خلاص هذا؟! وهل موت هذا الابن يُخلِّص؟! إطلاقًا. الله هو الذي يُخلِّص، وقد خلَّص فعلاً بموت ابنه الحبيب الوحيد. ليس ابن المرأة بل ابن الله هو الذي يُخلِّص؛ نسل المرأة الذي سحق رأس الحية، وبموته تمَّ الخلاص.

لقد قال الملك: «لا! يُخلِّصك الرب. من أين أُخلِّصك؟ أ من البيدر أو من المعصرة؟». لم يكن يوجد شيء في بيدره أو معصرته. أما الله فيُخلِّص فعلاً مِن البيدر ومِن المعصرة؛ ففي بيدر الله كانت حبة الحنطة التي وقعت في الأرض وماتت، وأتت بالثمر الكثير، وهي تتحدث عن شخص ربنا يسوع المسيح. والمعصرة تتكلَّم عن صليب المسيح وسفك دمه الكريم. وبذلك تمَّ الخلاص.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net