الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 27 إبريل 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مصدر السجود الحقيقي
اتْرُكُوهَا! لِمَاذَا تُزْعِجُونَهَا؟ قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَنًا ( يوحنا 12: 7 )
إنه لأمر ضروري أن نتأسس في النعمة، متأملين في الله من حيث ذاته وما هو عليه من نحونا. لقد أحب وبذل، ونافع لنا جدًا أن يتأصَّل هذا الحق في نفوسنا. عندما يتم ذلك نكون قد جعلنا الله أمام قلوبنا، الله في شخصه وفي ينابيعه لنا، وفي أعمال محبته، المحبة التي جعلته يعطينا أثمن ما عنده حتى نستطيع أن نفرح فيه.

إن ذبيحة المسيح هي الأساس الذي عليه يقوم كل شيء. والنعمة التي أتت به إلى هنا ليموت هي الينبوع الذي تجري منه كل بركاتنا. فهو لا يعطينا شيئًا على أساس استحقاقنا، لأنه لا شيء صالح فينا بحسب الطبيعة، بل يعطي كل شيء على أساس نعمته، يعطي من ملئهِ ومن فرط محبته.

هذا ما تعلَّمته مريم، وهو الذي أعطاها حافزًا صحيحًا لخدمة الرب. إن مُعطي الحياة نفسه يجب أن يموت، ومريم تُظهر تأثير ذلك في أعماق قلبها بأن تأخذ أثمن ما تمتلكه وتضعه عند قدمي يسوع. لقد سمعت كلامه وعرفته كمَن سيموت، لذلك لم تُمسك عنه شيئًا، ولم تُبالِ بما يفتكره الآخرون أو ما يقولونه، لم تهتم بذلك، بل أخذت طيب ناردين خالص كثير الثمن ووضعته عند قدميه المباركتين. لم تنشغل بما كانت تعمله، بل انشغلت بالشخص الذي تعمل لأجله، وامتلأ البيت من رائحة الطيب – الذي صعد إلى الله رائحة طيبة. نعم، إن شركتنا معه تجعلنا نعمل ما نعمله لكي نُسرِّه ليس إلا.

لقد شبع قلب الرب يسوع بما عملته مريم وهذا كان يكفيها. وفي ذلك نرى أن الإدراك الكافي لمحبة الله لنا، ونعمته التي تتدفق دائمًا من نحونا، لهو الدافع الصحيح للسجود والخدمة، عندئذٍ يكون هدفهما هو شخص المسيح، والرغبة في تتميم مشيئته.

ليت الروح القدس يعيننا لتكون لنا هذه الحالة المجيدة لشبع قلبه وبركة نفوسنا.

دَعني أُكرِم اسمَكْ وأرفعهُ الآنْ لئلا تمضي الفرصة وينتهي الزمانْ

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net