الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 29 إبريل 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
انتظر الرب
اَلرَّبُّ مُجْرِي الْعَدْلِ وَالْقَضَاءِ لِجَمِيعِ الْمَظْلُومِينَ ( مزمور 103: 6 )
ازدادت الشكوى من الظلم في هذه الأيام، وذلك لسبب الإنفلات الأمني وغياب دور السلطة، على أننا لا يمكن أن ننكر أن الظلم موجود من قديم الزمان، ولا يمكن أن يُخفى. ففي بداية الخليقة قام الأخ على أخيه وقتله، بل بالحري ذبحه، ومن ذات اللحظة توالت أحداث الظلم. ولو قُدِّرَ للأرض أن تفتح فاها وتحكي، لأدهشتنا بما تختزنه من قصص للظلم راح ضحيتها الكثيرون من الأبرياء، وأُهدرت حقوقهم دون أن يسمع لصوتهم أحد. بل وربما دون أن يقووا هم على أن يتكلَّموا. ولكن إن كان الأمر مرّ على حكومات البشر دون اكتراث أو تقدير، فليس هكذا عند الله، لأن الله ليس بظالم، ولا تسقط لديه قضية واحدة بالتقادم. والكتاب المقدس مليء بالوقائع التي تُعلِّمنا هذا، والمجال لا يسمح بالسرد والعد، لكنه يكفينا أن نعلم أنه لن تفلت منه شاردة ولا واردة؛ فالسجلات محفوظة، والدفاتر لا تلاعب فيها ولا تزوير، وستُفتح في الوقت المُعيَّن منه، بمنتهى البر والعدل، وسوف تسقط أمامه كل الحجج وتستد كل الأفواه، ولن تُرفع أمامه يد للاحتجاج، وسيكون هو ببره اللا نهائي الشاهد والحَكَم في اللحظة ذاتها. وآه من يومٍ كهذا فيه تنكشف العمائق!

فيا مَنْ وقع عليكم الظلم، وكنتم يومًا ضحيته، ولم يوجد مَن يسمع لكم، وكانت كلمات البشر لكم كالقشة في يد الغريق: اعلموا أن اليوم آت ولا محالة، فاكملوا مسيرة صبركم، مُتكِّلين فقط على مواعيد الله لكم، ولا تطرحوا ثقتكم التي لها مُجازاة عظيمة. ودعوني أشجعكم ببعض الأقوال التي وَرَدت عن الرب في هذا الأمر؛ يقول المرنم: «يقضي لمساكين الشعب. يُخلِّص بني البائسين، ويسحق الظالم» ( مز 72: 4 ). نعم سوف يأتي الوقت الذي يملك بالبر فلا جور ولا ظلم ولا ظالم له مكان في مُلكه. ويقول النبي: «الربُّ عادلٌ في وسطها، لا يفعل ظلمًا. غداةً غداةً يُبرزُ حُكمَهُ إلى النور. لا يتعذَّر» ( صف 3: 5 ). ولا تنسَ عزيزي القارئ ما قاله الكتاب: «أم لستم تعلمون أن الظالمين لا يرثون ملكوت الله؟» ( 1كو 6: 9 ). وأيضًا: «وأما الظالم فسينال ما ظلمَ به، وليس مُحاباة» ( كو 3: 25 ). فصبرًا جميلاً. واليوم آتٍ لا محالة وكما قال الكتاب: «والربُّ يهدي قلوبكم إلى محبة الله، وإلى صبر المسيح» ( 2تس 3: 5 ).

خالد فيلبس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net