الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 10 إبريل 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يوسف الرامي ونيقوديموس
يُوسُفَ الَّذِي مِنَ الرَّامَةِ ... وجاء أيضًا نِيقُودِيمُوسُ ... فأَخَذَا جَسَدَ يَسُوعَ، وَلَفَّاهُ بِأَكْفَانٍ مَعَ الأَطْيَابِ ( يوحنا 19: 38 - 40)
صحيح أن يوسف الرَّامي كان تلميذًا في الخفاء، لكني أرى فيه إيمانًا حيًا، وفي وقت الأزمات تبدو صلابة معدن الإيمان، فما عاد للخوف من اليهود مكان، بل لم يَخف من إعلان هويته عند الحاكم الأممي الذي ربما سمع عنه أنه «مُشِيرٌ»، أي مستشار، وأنه عضو في مجلس السنهدريم، فأجابه إلى طلبه على الفور.

على أن الأمر كان يقتضي أن يحمل الجسد الكريم أكثر من واحد، فأين الثاني؟ إنه على نمط يوسف، وهو نيقوديموس، الذي جاء للرب يسوع أولاً ليلاً تحت إلحاح ضميره ( يو 3: 2 )؛ جاءه يطلب تعليمًا من المُعلِّم الذي ليس مثله مُعلِّمًا، والذي لديه مفاتيح المعرفة. ولكن في هذه المرة جاء إلى الرب يسوع في سجود الولاء والوفاء، لكأنه يرُّد إحسانه إليه ليلة أن قاده إلى الحق، وقد تحقق ما قاله له الرب في تلك الليلة: «وكما رفع موسى الحية في البرية هكذا ينبغي أن يُرفع ابن الإنسان، لكي لا يهلك كل مَن يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» ( يو 3: 14 ، 15).

فتعاون الاثنان - يوسف الرامي ونيقوديموس، اللذان نرى فيهما تمثيل الأمة الراجعة للمسيح بالإيمان – وأخذا جسد يسوع ، ولفَّاه بأكفانٍ مع الأطياب التي جاء بها نيقوديموس، والتي يُقدِّر البشير وزنها بنحو «مئة منًا»، أي بما يُعادل 45 كيلو جرام ( يو 19: 39 ). لقد كان هذان التلميذان سليلي إبراهيم، وبروح أحد الآباء؛ أي يوسف، عملا ما يُشبه التحنيط، ولكن ليس بطريقة الفراعنة الذين كانوا ينزعون الأمعاء من الجسد قبل تحنيطه ( تك 50: 2 ). وبروح أحد رعايا ملك إسرائيل يحيطون الميت من السلالة الملكية بالكرامات والإكرامات، كما حدث مع الملك آسا الذي عند دفنه أضجعوه في سرير كان مملوءًا أطيابًا وأصنافًا عَطِرةً ( 2أخ 16: 14 ).

«وكان في الموضع الذي صُلِبَ فيه بستانٌ، وفي البستان قبرٌ جديدٌ لم يوضع فيهِ أحدٌ قط» ( يو 19: 41 )، هناك وضعا الجسد الذي كان عتيدًا أن لا يرى فسادًا، بخلاف جميع بني آدم ( مز 16: 10 ). وتُرى ماذا كان يعتمل في قلبي التلميذين من حاسيات الألم ووجيعة القلب إذ يريان آثار الجراح في يديه ورجليه؟ لا شك أنهما في تعبد ووقار ذرفا دموعًا غالية مِن أجل أغلى شخصية: ابن الله الذي انحنى ليحمل وَزر، خطاياهما، وخطايا التائبين.

أديب يسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net