الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 13 مايو 2014 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هو يعتني بكم
مُلْقِينَ كُلَّ هَمِّكُمْ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ هُوَ يَعْتَنِي بِكُمْ ( 1بطرس 5: 7 )
إننا بكل أسف نرى الكثيرين يسيرون مثقَّلين بهمومهم مع أنهم يرون هذه الكلمات لامعة أمامهم «هو يعتني بكم». وما يدعو إلى الاستغراب أنهم لا يسمحون لله بالتدخل في أمورهم ولا يعلمون أن الهَمّ مِعوَل لهدم بنيان نعمة الله، لأنه لا يتفق أن ننمو في هذه النعمة إلا متى عشنا بلا هَمّ، إذ أقل مشغولية تنخر في النفس. ربما يبدو لنا أن لا قيمة للهَمّ الصغير، غير أن كلمة الله تُخبرنا بأن لا نهتم بشيء، ويأمرنا الرب أن نلقي كل هَمِّنا عليه.

إن سبب عدم وصولنا إلى درجة البلوغ الروحي هو حاجتنا إلى هذا الاختبار وإلى الثقة فيما يقوله الرب: «لا تهتموا للغد»، لأنه متى انشغلت نفوسنا بأمور المستقبل فلا بد أن تسير في طريق غير التي أعدَّها الله لنسلك فيها. وبديهي أن مَن يسير ضد التيار يفقد شيئًا كثيرًا من القوة بدون أية فائدة. فلماذا نهتم بحاجتنا بينما يقول الرب «لا تهتموا بشيء»؟ قد يكون اعتراضنا: كيف نبقى بدون اهتمام وضروريات الحياة ليست موجودة لدينا؟ وردًا على اعتراض كهذا نقول: «هو يعتني بكم». وكم من أشخاص كثيرين جازوا ظروفًا مماثلة لهذه بدون أية مشغولية، لأنهم تأكدوا أن الاهتمام بها لا يقرِّبهم إلى الله. وعندما تطرق المشغولية باب القلب ويُسمَح لها بالدخول، فإنما نفتح لعصابة لصوص، لأن الهموم هي لصوص النعمة ونازعة السلام، إذ عندما تطأ عتبة القلب يخرج السلام من نافذة أخرى.

وهنا أسمع تنهدًا خارجًا من نفس متوجعة من الهموم تقول: ”ماذا أفعل وحالتي تدعو إلى المشغولية؟“ فأقول لك أيها الحبيب، افتح قلبك للرب يسوع، فمتى دخل وأغلق الباب فهو قادر أن يحفظ باب قلبك من كل هَمّ، ويسد جميع احتياجاتك، وهذا هو المقصود بالقول: «مُلقين كل همكم عليهِ»، لأنه لا يكفي أن نطلب من الرب رفع الهموم، بل يجب أن نلقيها، أي نأخذها كما هي ونسلِّمها ليد الرب يسوع، فلا ننظر إلى الوراء لنرى ماذا يفعل بها، بل نلقي الحبل المعقد من طرفيه، ونترك للرب حل كل عقده بدون تداخل منا.

فيا أيها الحبيب المُتعَب من هموم الحياة، اعلم أن الرب يسوع سيُبدِّد هذه الهموم مهما كانت. فألقها على الرب يسوع لأنه هو سيحمل همومك ويعتني بك.

لستُ أدري ما يكونْ من حياتي في الغدِ
أعلمُ شيئًا يقينًا ربي مُمسكٌ يدي

ف. ب. ماير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net